في خطوة قد تعيد تشكيل موازين القوى في سوق الطاقة العالمي أعلنت الصين عن اكتشاف مذهل في بحر الصين الجنوبي حقل “لينغشوي 36-1” الذي يُعد الأول من نوعه عالميًا ويحمل احتياطيات ضخمة تتجاوز 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وهذا الاكتشاف قد يضع دول الخليج التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على صادرات الطاقة أمام تحديات غير مسبوقة.
ما هو حقل “لينغشوي 36-1”
حقل “لينغشوي 36-1” ليس مجرد حقل غاز عادي إنه أول حقل كبير يُكتشف في المياه الضحلة العميقة عالميًا ويقع في بحر الصين الجنوبي قبالة جزيرة هاينان مما يميز هذا الاكتشاف هو نجاح الحفر في منطقة بعمق مائي يصل إلى 1500 متر وهو إنجاز تقني غير مسبوق وتُقدر احتياطيات الغاز المؤكدة في الحقل بأكثر من 100 مليار متر مكعب مع توقعات بإنتاج يومي يتجاوز 10 ملايين متر مكعب وهذه الكمية الهائلة من الغاز تجعل الحقل أحد أهم الاكتشافات في تاريخ الطاقة الحديثة مما يضيف للصين موارد جديدة تعزز أمنها الطاقوي.
التحديات والإنجازات التى قابلت شركة سينوك الصينية
إن العمل في المياه الضحلة العميقة يمثل تحديًا كبيرًا بسبب المخاطر المرتبطة بعمليات الحفر والسلامة ولكن شركة “سينوك” الصينية تمكنت من التغلب على هذه العقبات باستخدام تقنيات متطورة لتصبح أول شركة تحقق هذا الإنجاز ، واكتشاف حقل “لينغشوي 36-1” ليس إنجازًا منفردًا بل هو جزء من خطة طموحة لإنشاء منطقة غاز ضخمة في بحر الصين الجنوبي وهذه المنطقة التي بدأت شركة “سينوك” العمل عليها منذ عام 2018 يُتوقع أن تحتوي على احتياطيات تفوق تريليون متر مكعب من الغاز ، والصين التي تُعد أكبر مستورد للغاز في العالم تعتمد بشكل كبير على وارداتها لتلبية احتياجاتها ولكن هذا الاكتشاف قد يقلل من اعتمادها على الغاز المستورد خاصة من دول الخليج مما يعزز استقلالها الطاقوي.
التأثيرات الإقليمية والعالمية أثر هذا الاكتشاف
دول الخليج التي تُعد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم قد تواجه تحديات اقتصادية نتيجة انخفاض الطلب الصيني على الغاز المستورد والصين التي استوردت 120 مليون طن من الغاز في عام 2023 قد تعتمد بشكل أكبر على مواردها المحلية مما قد يقلل من حصص دول الخليج في السوق ، وبحر الصين الجنوبي منطقة نزاع مستمر بين الصين ودول آسيوية أخرى مثل فيتنام والفلبين وماليزيا واكتشاف موارد ضخمة في هذه المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد التوترات السياسية والعسكرية خاصة أن الصين تعتبر بحر الصين الجنوبي منطقة سيادية بينما تعارضها الدول الأخرى في ذلك ، بينما يُعد الاكتشاف إنجازًا تقنيًا واقتصاديًا فإنه يثير تساؤلات حول تأثيرات التنقيب على البيئة البحرية ، كما أن التوترات السياسية قد تعرقل استغلال الموارد بشكل كامل مما يترك أثارًا اقتصادية سلبية على جميع الأطراف.