أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف أثرى جديد في منطقة سقارة، يتعلق بمصطبة تعود للطبيب المصري القديم “تيتي نب فو”، الذي عاش في عهد الملك بيبي الثاني من الأسرة السادسة و هذا الكشف يعد إضافة هامة لفهم تاريخ الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة، ويعكس جوانب جديدة من الثقافة المصرية القديمة، لا سيما في مجال الطب والفنون الجنائزية.
اكتشاف كنز مخفي أسفل تمثال في منطقة سقارة بمصر يحكي قصة “ساحر الآلهة”
بحسب البيان الصحفي الذي أصدرته الوزارة، فإن “تيتي نب فو” كان يحمل سلسلة من الألقاب الرفيعة التي تكشف عن مكانته الاجتماعية والمهنية فكان يشغل منصب “كبير أطباء القصر”، إضافة إلى كونه “كاهن الآلهة سركت” و”ساحر الآلهة سركت”، وهو ما يدل على تخصصه في معالجة لدغات العقارب والثعابين السامة وإلى جانب ذلك، كان “تيتي نب فو” يُعد من “عظماء أطباء الأسنان” و”مدير النباتات الطبية”، ما يشير إلى تنوع مهاراته وتخصصاته في مجالات الطب والعلاج الطبيعي.
اكتشافات جديدة تفتح أبواب التاريخ
أكد محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف، مشيرًا إلى أنه يعد إضافة ثمينة لتاريخ المنطقة الأثرية في سقارة. من خلال النصوص والرسومات التي عُثر عليها على جدران المصطبة، يمكننا اليوم الاطلاع على جوانب جديدة من ثقافة الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة، بما في ذلك فهماً أعمق لممارسات الطب والعلاج في ذلك الوقت.
وأوضح فليب كولمبير، رئيس البعثة الأثرية، أن الدراسات الأولية تشير إلى أن المصطبة كانت قد تعرضت للسرقة في العصور القديمة، ومع ذلك فقد بقيت الجدران سليمة وتحمل نقوشًا رائعة. على أحد جدران المقبرة، تم اكتشاف شكل باب وهمي ملون بألوان زاهية، بالإضافة إلى مناظر لأثاث ومتاع جنائزي. كما تم العثور على قائمة بأسماء القرابين التي كانت تُقدّم لأرواح المتوفين، يعلوها أفريز يحمل ألقاب واسم صاحب المقبرة.
جماليات وخصوصيات المقبرة
من أبرز الاكتشافات في المصطبة كان سقف المقبرة، الذي تم طليه باللون الأحمر تقليدًا لشكل أحجار الجرانيت، وكان في وسطه نقش يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة. هذه التفاصيل تعكس الحرفية العالية والفكر الديني والفني الذي كان سائدًا في عصر الدولة القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، عثرت البعثة على تابوت حجري فاخر، نقش الجزء الداخلي منه بخط من الكتابة الهيروغليفية التي تحمل اسم وألقاب “تيتي نب فو”. هذه الاكتشافات تبرز الفخامة التي كان يتمتع بها كبار المسؤولين في الدولة القديمة، وتعكس أيضًا المكانة الكبيرة التي كانت تحتلها الطبقات الطبية والكهنوتية في المجتمع المصري القديم.
بعثة الآثار الفرنسية السويسرية
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكشف تم من قبل بعثة الآثار الفرنسية السويسرية، التي بدأت أعمال الحفائر في المنطقة خلف المجموعة الجنائزية للملك بيبي الأول وتم التركيز على مقابر موظفي الدولة في منطقة سقارة، وهي المنطقة التي تحتوي على العديد من الآثار المهمة التي تعود إلى عصور مختلفة من تاريخ مصر القديمة وبدأ العمل في هذه المنطقة منذ عام 2022، حيث قامت البعثة بالكشف عن العديد من المصاطب والمقابر التي كانت تخص كبار رجال الدولة في الأسرة السادسة.