يُعدُّ الثوم واحدًا من المحاصيل الزراعية ذات الأهمية الاستراتيجية في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر، على مر السنوات الأخيرة، أثبت محصول الثوم قدرته على التكيف والنمو في السوق العالمية، ليصبح من أبرز الحاصلات التصديرية التي تساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني، بفضل جودته العالية، تصدرت صادرات الثوم قائمة المنتجات الزراعية التي تدر العملة الصعبة.
لكن، كما هو الحال مع أي محصول زراعي آخر، يواجه مزارعو الثوم العديد من التحديات التي قد تؤثر على الإنتاجية وجودة المحصول، من أبرز هذه التحديات ظهور الآفات والأمراض التي تضر بنمو النبات، وأحد هذه الأمراض البارزة هو “الصدأ”، الذي يهدد محاصيل الثوم بشكل ملحوظ، خاصة في ظل الظروف المناخية المتقلبة.
الصدأ: تهديد رئيسي لمحصول الثوم
يعد مرض الصدأ من أبرز الأمراض الفطرية التي تؤثر على محصول الثوم، ويظهر هذا المرض في شكل بثرات بنية محمرة على الأوراق والأعناق، ما يعطل عملية التمثيل الضوئي ويؤدي إلى انخفاض كفاءة النبات في امتصاص العناصر الغذائية، مع استمرار الإصابة، تتحول الأوراق إلى اللون البني الداكن ثم تموت، ما ينعكس سلبًا على حجم وجودة رؤوس الثوم.
ومع تفاقم الإصابة، قد تتطور البثرات لتصل إلى رؤوس الثوم نفسها، مما يؤدي إلى تقليص الحجم الإجمالي للمحصول، وفي بعض الحالات الشديدة، يتسبب المرض في تراجع ملحوظ في إجمالي الإنتاجية، وهو ما يمثل خسارة اقتصادية كبيرة للمزارعين.
إجراءات وزارة الزراعة لمكافحة الصدأ
اهتمت وزارة الزراعة المصرية وخصوصًا لجنة مبيدات الآفات الزراعية بمكافحة هذا المرض الفطري من خلال تقديم دعم فني وتقني للمزارعين، حيث تقوم الوزارة بتقديم إرشادات دقيقة حول كيفية اكتشاف أعراض الصدأ منذ بدايته، وتوفير حلول عملية لمكافحته. كما أطلقت اللجنة كتيبًا إرشاديًا لموسم 2025 يحتوي على أبرز التوصيات الوقائية والعلاجية، بما في ذلك مواعيد تطبيق المبيدات الكيميائية.
الظروف المناخية ودورها في انتشار المرض
تُعد الرطوبة العالية والأمطار المتزايدة من العوامل البيئية التي تساهم في انتشار مرض الصدأ، لذا، فالمناطق التي تتسم بمناخ رطب تكون أكثر عرضة لانتشار هذا المرض، لذلك، تركز التوصيات الزراعية على أهمية مراقبة الظروف المناخية واتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لتجنب تفشي المرض.
الاستجابة الفعّالة من المزارعين
أبرزت اللجنة ضرورة اتباع برنامج مكافحتي موصى به بمجرد ظهور أي من أعراض الصدأ، يتضمن هذا البرنامج استخدام مركبات كيميائية محددة لمكافحة المرض، مع ضرورة الالتزام بالمقننات المحددة لتجنب أي تأثيرات سلبية على المحصول أو البيئة، تعد هذه الإجراءات خطوة حاسمة للحفاظ على صحة المحصول وتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية.
في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها مزارعو الثوم، تظل قدرة هذا المحصول على التكيف والصمود أمرًا يستحق الاحتفاء، مع استمرار الجهود المبذولة من وزارة الزراعة واهتمامها بتوفير الدعم الفني والإرشادي، يبدو أن مستقبل محصول الثوم واعدًا، شريطة التعامل بفعالية مع الآفات والأمراض التي تهدده.