“العالم في حالة ذهول”.. اكتشاف مقبرة طبيب ملكي من عصر الدولة القديمة.. أسرار الحياة الطبية في مصر الفرعونية

أعلنت البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية التي تعمل في منطقة سقارة، عن اكتشاف مهم تمثل في العثور على مصطبة أثرية تعود إلى عصر الدولة القديمة هذا الاكتشاف الجديد يضيف فصلاً جديدًا لفهمنا لحياة المصريين القدماء ويُظهر تطور الطب في تلك الحقبة.

تفاصيل الاكتشاف والمقبرة

المصطبة المكتشفة تعود إلى طبيب ملكي يُدعى “تيتي نب فو”، الذي عاش في فترة حكم الملك بيبي الثاني، أحد الملوك البارزين في الدولة القديمة ويُعد “تيتي نب فو” من الأطباء المميزين في مجاله، حيث امتلك العديد من الألقاب التي تتعلق بتخصصاته الطبية، مثل كونه متخصصًا في علاج لدغات العقارب والثعابين، بالإضافة إلى كونه أحد الأطباء البارعين في مجال طب الأسنان ومديرًا للنباتات الطبية.

وقد تم العثور على المصطبة مبنية من الطوب اللبن، وهي نموذج تقليدي للمقابر المصرية القديمة، التي تتميز بشكل مستطيل وارتفاعها عن سطح الأرض، حيث تنحدر جوانبها نحو الخارج كما عثر على باب وهمي مزين بنقوش ورسومات فنية رائعة، إلى جانب سقف مطلي باللون الأحمر الذي يشبه أحجار الكرانيت.

نقوش ورسومات تكشف عن تفاصيل حياة الطبيب الملكي

من بين الاكتشافات البارزة داخل المصطبة، تم العثور على قائمة من الأسماء التي تتعلق بالقرابين، بالإضافة إلى أفريز يحمل اسم وألقاب صاحب المصطبة كما عثر داخل المصطبة على تابوت حجري مزخرف بنقوش هيروغليفية تحمل اسم الطبيب الملكي “تيتي نب فو”.

ويُظهر هذا الكشف مستوى عالٍ من الإبداع الفني والتقني في النقوش والرسومات، مما يعكس كيف كانت الحياة اليومية للمصريين القدماء في العصور القديمة محاطة بتفاصيل دقيقة تدل على تطور الطب والطبقات الاجتماعية في ذلك الوقت.

أدلة على السرقة وتاريخ طويل

تشير الدراسات الأولية إلى أن المصطبة قد تعرضت للسرقة في عصور سابقة، مما أثر على بعض العناصر الداخلية، إلا أن الجدران ما زالت محتفظة بحالتها الجيدة، حيث بقيت النقوش والرسومات الزاهية على حالها وهذه النقوش توفر معلومات قيمة حول ممارسات الطب في تلك الحقبة، بالإضافة إلى لمحة عن الحياة الاجتماعية في ظل حكم الملك بيبي الثاني.

البحث والتنقيب في سقارة

تعد منطقة سقارة واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر، إذ تحتوي على العديد من المقابر التي تخص كبار رجال الدولة وأفراد الأسرة الحاكمة وقد بدأت البعثة الأثرية أعمال التنقيب في المنطقة منذ عام 2022، وسبق لها اكتشاف مصطبة أخرى تخص وزيرًا بارزًا من نفس الحقبة الزمنية كما أن المنطقة تعد من المصادر الغنية التي تقدم دائمًا معلومات جديدة تساهم في إعادة كتابة تاريخ مصر القديمة وفهم ثقافتها وحضارتها.

يُعد هذا الاكتشاف إضافة هامة لفهم الحياة الطبية والاجتماعية في مصر القديمة، ويعزز من أهمية سقارة كأحد أبرز المواقع التي تكشف عن ملامح الحياة اليومية في تلك العصور القديمة.