في اكتشاف مذهل يعيد كتابة بعض جوانب التاريخ المصري القديم، كشف فريق من العلماء عن مجرى قديم لنهر النيل كان يتدفق في منطقة الجيزة بجانب نحو 30 هرماً، بينها أهرامات الجيزة الشهيرة وهذا المجرى الذي كان حيوياً في وقت من الأوقات بات جافاً الآن ويُعتقد أنه قد لعب دوراً مهماً في نقل المواد اللازمة لبناء هذه الأهرامات العملاقة قبل أكثر من 4 آلاف عام.
اكتشاف مصري هائل يوجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي ستغير مسار التاريخ
اعتمد العلماء في هذا الاكتشاف على تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الرادارية الحديثة، التي تمكّن من الكشف عن هياكل قديمة مدفونة تحت الرمال والأراضي الزراعية بينما كانت الأقمار الاصطناعية التقليدية تركز على صور سطح الأرض، فإن الأقمار الاصطناعية الرادارية قادرة على اختراق الرمال والكشف عن مجاري الأنهار القديمة والهياكل المدفونة تحت الأرض.
دور المجرى في بناء الأهرامات
أشار كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، مجدي شاكر، إلى أن هذا الاكتشاف يدعم نظرية كانت سائدة بين الباحثين منذ زمن طويل، وهي أن المصريين القدماء استخدموا ممرات مائية قريبة من موقع الأهرامات لنقل الأحجار الضخمة من جنوب مصر إلى منطقة الجيزة. هذا الممر المائي، الذي كان جزءاً من شبكة من الأفرع الرئيسية لنهر النيل، قد ساعد في تسهيل عملية النقل خلال موسم الفيضان، حيث كان منسوب النهر أعلى بكثير من مستواه اليوم.
التفسير الجيولوجي للكشف
من جانبها، أكدت الباحثة إيمان غنيم، المعدة الرئيسية للدراسة من جامعة نورث كارولينا، أن استخدام الأقمار الاصطناعية الرادارية كان ضرورياً لاكتشاف هذا المجرى القديم وأوضحت غنيم أن البيانات التي تم جمعها من الأقمار الاصطناعية جنباً إلى جنب مع الحفريات الميدانية أكدت وجود النهر المدفون كما أفادت بأن المجرى كان يمتد عبر سهول فيضية كان يصعب تتبع أثرها، خاصة بعد أن تغير المشهد الطبيعي نتيجة بناء سد أسوان في الستينيات.
إعادة تصور الجيزة القديمة
من خلال هذا الاكتشاف، يمكن للباحثين اليوم أن يعيدوا تصور طريقة الحياة في مصر القديمة، لا سيما في منطقة الجيزة. فبفضل وجود هذا الممر المائي الضخم، يمكن فهم كيف ساعدت الطبيعة في تسهيل الأعمال الهندسية العظيمة التي أقامها الفراعنة وقد يكون هذا الاكتشاف، الذي يعيد اكتشاف جزء من شبكة الممرات المائية التي كانت تُستخدم في العصور القديمة، حجر الزاوية لفهم أفضل للحضارة المصرية القديمة.
الأهمية الأثرية والاكتشافات المستقبلية
هذا الاكتشاف لا يسهم فقط في تفسير كيفية بناء الأهرامات، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة لفهم الدور الذي لعبه نهر النيل في تطوير حضارة مصر القديمة و مع استمرار البحث في هذا المجال، من المحتمل أن تكشف المزيد من البيانات عن أسرار الحضارة المصرية العريقة، والتي لا تزال تحتفظ بالكثير من الغموض حتى اليوم.