“تحذير حكومي جديد”…لو فكرت تسمي مولودك بالاسم ده… هتدفع غرامة

اختيار اسم المولود يعد من أكثر القرارات الشخصية التي يتخذها الآباء، إذ يرتبط بشكل عميق بهويتهم الثقافية والاجتماعية، في الآونة الأخيرة، شهدت مسألة تسمية المواليد في مصر جدلاً واسعًا، بعد أن أصدرت الحكومة تحذيرات وقرارات تهدف إلى تنظيم هذه العملية، حيث فرضت غرامات مالية على الأسماء التي تتنافى مع القيم الاجتماعية أو تحمل دلالات سلبية، مما فتح نقاشًا عن ماهية هذه الإجراءات وأثرها على المجتمع.

أهمية اختيار اسم المولود

الاسم ليس مجرد مجموعة من الحروف، بل هو جزء من هوية الفرد وأثره في المجتمع، الاسم يعكس في كثير من الأحيان خلفية الأسرة الثقافية والاجتماعية، ويؤثر في كيفية تعامل الآخرين مع صاحب الاسم، يحرص الآباء على اختيار أسماء قد تحمل معاني قوية أو تاريخية، وقد يعكسون من خلالها القيم التي يودون غرسها في أبنائهم، مثل التفاؤل، القوة، أو الحكمة.

قانون الأحوال المدنية وضوابط اختيار الأسماء

من أجل الحفاظ على النظام الاجتماعي، وضعت الدولة مجموعة من الضوابط المتعلقة بأسماء المواليد، حيث نص قانون الأحوال المدنية المصري على عدد من المواد التي تحدد قواعد اختيار الأسماء، المادة 21 من هذا القانون على سبيل المثال، تمنع أن يشترك أخوان أو أختان في نفس الاسم، كما تحظر اختيار الأسماء المركبة أو التي تخالف النظام العام والشرائع السماوية.

كذلك، يتوجب على الأهل الإبلاغ عن واقعة ميلاد طفلهم في مدة لا تتجاوز السبعة أيام من تاريخ الولادة، إما عن طريق مكاتب الصحة أو العمدة أو الشيخ في القرى.

الغرامات والعقوبات، خطوة نحو تنظيم المجتمع

في خطوة تهدف إلى تقليص الأسماء التي تعتبر دخيلة أو غير مألوفة، اقترح النائب هشام الجاهل مشروع قانون لتغليظ العقوبات على مخالفي هذه الضوابط، ومن بين مقترحاته، فرض غرامة مالية تبدأ من 5000 جنيه، إضافة إلى عقوبة حبس لا تقل عن سنة للمخالفين، يرى مؤيدو هذا المشروع أنه ضروري لضمان الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع المصري.

حالياً، يعاقب الأهل الذين يختارون أسماء غير موافقة للقانون بغرامة تتراوح بين 100 و200 جنيه، ولكن مع الاقتراح الجديد، ستكون العقوبات أشد بما يضمن حماية ثقافة المجتمع من الأسماء الدخيلة التي قد لا تحمل أي قيمة ثقافية أو تاريخية.

الأثر المحتمل على الأجيال القادمة

بالرغم من أن فرض مثل هذه القوانين قد يساعد في الحفاظ على الهوية الثقافية، إلا أنه يثير بعض التساؤلات حول مدى تأثيره على حرية الأفراد في التعبير عن أنفسهم، قد يعتقد البعض أن فرض هذه الضوابط قد يؤدي إلى تقييد الأفراد في اختيار الأسماء بحرية، وهو أمر قد يعكس رغبة في فرض نوع من التدخل الحكومي في تفاصيل الحياة الشخصية.

من جهة أخرى، قد يسهم هذا التوجه في تقليل استخدام الأسماء غير المعروفة أو التي قد تكون مثيرة للجدل، مما يعزز من قوة الهوية الثقافية المشتركة بين أبناء المجتمع، هذا قد يساعد في تعزيز شعور بالانتماء بين الأجيال القادمة، وتأكيد التواصل مع تاريخهم وثقافتهم.

تعد مسألة اختيار أسماء المواليد أكثر من مجرد اختيار كلمة أو لقب، فهي تمثل تعبيرًا عميقًا عن الثقافة والهويات المجتمعية، ومع جهود الحكومة لتنظيم هذه العملية، يظل التساؤل قائمًا حول التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية وضمان حرية الأفراد في اختيار الأسماء التي يعبرون بها عن أنفسهم، قد تكون القوانين والضوابط المفروضة جزءًا من مساعي الدولة للمحافظة على استقرار المجتمع، ولكن يجب أن تظل مساحة من الحرية متاحة للأفراد لتكون خياراتهم نابضة بالحياة ومتوافقة مع تطلعاتهم الشخصية.