“امريكا هتموت عليه”.. علماء يفكون لغز ذهب مدفون داخل جسد شاب عمره آلاف السنين.. “لن تصدق مكانه فين”!!

في واحدة من أبرز الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، أماط علماء الآثار اللثام عن كنز أثري فريد داخل مومياء تعود لشاب مصري من الطبقة العليا عاش قبل حوالي 2300 عام وهذا الاكتشاف، الذي يقدر بقيمة تاريخية وعلمية لا تُقدّر بثمن، قد يلقي الضوء على الطقوس الجنائزية المصرية القديمة واهتمامها الفائق بحياة ما بعد الموت.

علماء يفكون لغز ذهب مدفون داخل جسد شاب عمره آلاف السنين

تعود القصة إلى عام 1916 عندما تم العثور على المومياء في مدينة إدفو جنوب مصر، وظلت منذ ذلك الحين محفوظة في مخازن المتحف المصري بالقاهرة، دون أن تخضع لأي فحص علمي دقيق. إلا أن الأوضاع تغيرت حديثًا حين قررت الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة، قيادة فريق علمي لفحص المومياء باستخدام تقنية التصوير المقطعي الرقمي.

النتائج المبهرة: تمائم ذهبية وقلب من ذهب

أظهرت الفحوص أن المومياء تحمل لقب “الصبي الذهبي”، حيث زُينت بـ49 تميمة من 21 تصميمًا مختلفًا، أغلبها مصنوع من الذهب، وضعت بدقة تحت لفائف الكتان المحيطة بالجسد. ومن أبرز هذه التمائم:

  1. تميمة قلب من ذهب: وُضعت داخل تجويف صدر المومياء، وهي تميمة ذات رمزية كبيرة لدى المصريين القدماء، إذ اعتقدوا أنها تحل محل القلب وتُساعد الروح في الحساب النهائي في العالم الآخر.
  2. لسان ذهبي داخل الفم: صُمم ليُمكن الصبي من التكلم في الحياة الآخرة.
  3. صندل وأكاليل نبات السرخس: تُظهر الصور أن الصبي كان يرتدي صندلاً، بينما وُضعت أكاليل الزينة على سطح المومياء الخارجي.

الطبقة الاجتماعية والطقوس الجنائزية

تشير حالة المومياء وما وُجد معها من كنوز إلى أن الشاب كان ينتمي إلى الطبقة العليا في المجتمع المصري القديم. فقد أظهرت الفحوص أن الأسنان والعظام سليمة، ما يعني أنه لم يكن يعاني من سوء تغذية أو أمراض خطيرة. كما تميزت عملية التحنيط بجودتها العالية، إذ تضمنت إزالة المخ والأعضاء الداخلية واستبدالها بالتمائم.

الأهمية التاريخية: بين الماضي والحاضر

يُعتقد أن هذه المومياء تعود إلى أواخر العصر البطلمي (332-30 قبل الميلاد)، وهي فترة ازدهرت فيها الفنون والعلوم في مصر، وشهدت تطورًا كبيرًا في الطقوس الدينية. اللافت أن اكتشاف المومياء تم قبل ست سنوات فقط من اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهو اكتشاف أثار اهتمام العالم بكنوز مصر القديمة.


دلالات رمزية ومعنوية

يشير استخدام التمائم والذهب إلى إيمان المصريين القدماء بالحياة الأبدية وأهمية تجهيز المتوفى لعالم آخر مليء بالتحديات. كانت التمائم تُستخدم للحماية وتعزيز الروحانية، حيث وُضعت بالقرب من الأعضاء الحيوية لمنح المومياء طاقة وحماية إلهية.