تعتبر اللغة العربية من أغنى اللغات بالمفردات والتراكيب اللغوية مما يمنحها قدرة على التعبير الدقيق والمرن، من الكلمات التي أثارت حيرة بين الطلاب والمعلمين على حد سواء كلمة “هدهد” التي تشير إلى الطائر المعروف بصوته المميز وشكله الجميل، السؤال الذي شغل أذهان الكثيرين هو ما هو جمع كلمة “هدهد” في اللغة العربية هذا السؤال كان وراء العديد من الأخطاء والارتباكات في الإجابات حتى من بعض الأكاديميين.
جمع كلمة “هدهد” في معاجم اللغة
كلمة “هدهد” تعد من الكلمات التي تتسم بمرونة كبيرة في جمعها، الجمع الأكثر شيوعا لكلمة “هدهد” هو “هداهد” وهو جمع تكسير يستخدم للإشارة إلى مجموعة من الطيور، هذا الجمع هو الأكثر تداولا بين أهل اللغة في الأدب والشعر العربي، ولكن هناك أيضا صيغة أخرى للجمع وهي “هدهدات” التي تستخدم كجمع مؤنث سالم وتستخدم في حالات محددة تشير إلى مجموعة من الطيور بصفة أنثوية، ورغم صحة هذه الصيغة لغويا إلا أن استخدامها أقل شيوعا مقارنة بجمع “هداهد”.
الهدهد في التراث الثقافي والديني
لم تكن كلمة “هدهد” مجرد اسم لطائر عادي بل اكتسبت مكانة خاصة في التراث الثقافي والديني، فقد ورد ذكر الهدهد في القرآن الكريم في سورة النمل حيث لعب هذا الطائر دورا مهما في قصة النبي سليمان عليه السلام، كان الهدهد بمثابة رسول بين النبي سليمان وملكة سبأ مما أكسبه رمزية كبيرة في الديانة الإسلامية كرمز للذكاء والبحث عن الحقيقة، هذا الدور الهام جعله يحظى بمكانة خاصة في الأدب العربي حيث كان يستخدم في الشعر والروايات كرمز للذكاء والإخلاص بالإضافة إلى ذلك يرتبط الهدهد في بعض الثقافات العربية بالخير والتفاؤل ويعتقد أن رؤيته تجلب البركة.