من بين الدمار الشامل الناتج عن حرائق كاليفورنيا المرعبة، خرجت قصة إستثنائية من بين عشرات القصص عن النجاة، يطلها هو منزل عائلة بيليتى فى أحد أحياء Pacific Palisades والمطلة على البحر، حيث هربت العائلة بأكملها من إقتراب النيران من المنزل، لتعود فى اليوم التالى لتفقد ما تبقى من منزل العائلة، وجمع ما تبقى من بقايا منزلهم المتوقع أن يكون متفحما كباقى منازل الحى.
نجاة لا تصدق لعائلة بيليتى
وفى يوم الثلاثاء الماضى مع إقتراب النيران المرعبة من المنزل، لم تجد عائلة بيليتى خيارًا سوى الهروب من هول الموقف وعدم أنتظار النيران حتى تهدأ، حيث كانت النيران تلتهم كل شئ فى الحى تقريبًا الأخضر قبل اليابس، تغذيها الرياح الشديدة، وفى صباح اليوم التالى عادت الأسرة لتتفقد حطام منزلها وسط الحى الذى لم يتبقى منه شئ تقريبًا عدا شئ واحد فقط، لتشاهد عائلة بيليتى المعجزة بأعينها.
على الرغم من النيران وتحول الحى بالكامل إلى بقايا حى يملؤه الرماد، بقى منزل عائلة بيليتى كما هو سالما من الداخل والخارج، يراه الماره من وسط الطريق وكأنه مشهد من أحد أفلام هوليود، وقف أفراد العائلة فى ذهول كامل، يحمدون الله على نجاة منزل العائلة الذى لم يحفظه من النيران سوى عناية الله.
حرائق مدمرة بأرقام قياسية
ووصف الأب البالغ من العمر 57 عاما مشاعره المختلطة عندما رأى منزله الذى كان مدمرًا فى الحسبان، وكأنه فى أحد المدن الأخرى بعيدًا عن النيران، متساءلا لماذا وكيف نجا المنزل من هول الحرائق ولم تنجو المنازل الأخرى.
والجدير بالذكر أن حرائق الغابات والتى أنتشرت بسرعة كبيرة فى باسيفيك باليساديس لم تكن عادية أو حادث عابر على الإطلاق، فقد دمرت مساحات شاسعة من وصلت لما يزيد عن 20 مليون متر مربع من الأراضي، مسببة خسائر تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار، مما يجعلها الحرائق الأكثر كلفة فى تاريخ الولايات المتحدة، رغم الإستعانه بكل ما هو ممكن من طائرات ومروحيات لإخماد النيران، بالإضافة إلى المئات من رجال الإطفاء، لكن دون جدوى مع الزحف المستمر للنيران.