«حرائق أمريكيا».. ما علاقة الطيور الجارحة وراء الكارثة الأكبر في تاريخ أمريكا؟ | طائر وراء جحيم لوس أنجلوس

شهدت مدينة لوس أنجلوس سلسلة من الحرائق الهائلة التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات والمناطق السكنية، مخلفةً دمارًا تجاوزت خسائره 150 مليار دولار، وبينما اعتُبرت الحرائق كارثة طبيعية غير مسبوقة، كشفت تحقيقات لاحقة عن عامل مفاجئ ساهم في تفاقمها: الطيور الجارحة، وعلى رأسها الصقور.

الصقور والحرائق: سبب غير متوقع

أوضحت تقارير إعلامية أمريكية أن الطيور الجارحة لعبت دورًا غير مباشر في انتشار الحرائق بسرعة هائلة وبحسب ما نشرته شبكة “سكاي نيوز”، فإن الصقور استغلت الحرائق الصغيرة التي اشتعلت في البداية، حيث قامت بنقل قطع من الأغصان المشتعلة إلى مواقع جديدة، بهدف محاصرة الطرائد والتمكن من صيدها بسهولة أكبر.

هذه السلوكيات الطبيعية للطيور، المعروفة باسم “الصيد بالنار”، أدت إلى اشتعال مناطق إضافية، مما ساهم في تحول الحرائق إلى كارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة.

تحديات إضافية تواجه السلطات

لم تقتصر الأزمة على انتشار الحرائق فقط، بل زادت تعقيداتها مع استغلال بعض اللصوص للوضع، إذ أفادت تقارير محلية بأن عصابات تنكرت بزي رجال الإطفاء لاقتحام المنازل المهجورة وسرقة الممتلكات، هذه السرقات أضافت عبئًا جديدًا على السلطات، التي تكافح لإدارة الأزمة وتأمين المناطق المتضررة.

حجم الكارثة وآثارها

وفقًا لإدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، تسببت الحرائق في دمار شامل، حيث احترق أكثر من 5000 مبنى، واختفت بالكامل بعض المجتمعات السكنية، أبرزها منطقة بيج روك والمنازل الواقعة على طول طريق ساحل المحيط الهادي، وتُعد هذه الحرائق الأكثر تدميرًا في تاريخ المدينة، حيث طالت آثارها آلاف السكان الذين اضطروا إلى النزوح بحثًا عن مأوى آمن.

مستقبل مجهول وحلول مطلوبة

مع استمرار الحرائق وارتفاع حصيلة الأضرار، يواجه المسؤولون تحديات هائلة للسيطرة على الكارثة، ورغم الجهود المكثفة لإخماد النيران وإجلاء السكان، يبقى إيجاد حلول جذرية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث أمرًا ضروريًا، لا سيما في ظل الظروف المناخية والجغرافية التي تجعل كاليفورنيا عرضة لهذه الكوارث.

بينما تُضاف الصقور إلى قائمة التحديات البيئية التي تواجهها الولايات المتحدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية التوفيق بين الطبيعة والحفاظ على حياة البشر في ظل تغييرات بيئية غير مسبوقة.