في اكتشاف تاريخي غير مسبوق، أعلن علماء الآثار الألمان عن العثور على بقايا معبد مخصص للملك نخت أنبو الأول، أحد أبرز الحكام الذين عاشوا في مصر القديمة خلال القرن الرابع قبل الميلاد يعود هذا الاكتشاف إلى موقع المطرية في شمال القاهرة الكبرى، وهي المنطقة التي كانت تعد جزءاً من هليوبوليس القديمة، العاصمة التاريخية لمصر السفلى ومركزها الديني الهام.
اكتشاف ضخم يعيد رسم خريطة الثروات المصرية ترعب العالم وتفتح أمام مصر أبواب الثروة
يُعتبر هذا الاكتشاف بمثابة صدمة لعلماء الآثار لما له من دلالة تاريخية على فترة حكم نخت أنبو الأول، الذي أسس آخر سلالة محلية في مصر. فقد كشفت الحفريات عن كتل بازلتية ضخمة كانت جزءاً من واجهات المعبد الغربية والشمالية. هذه الكتل تحمل نقوشاً هيروغليفية تحدد التاريخ التقريبي لهذا المعبد في العامين الثالث عشر والرابع عشر من حكم نخت أنبو الأول، أي حوالي 367-366 قبل الميلاد.
معلومات إضافية عن المعبد
وفقاً للباحثين، فإن هذا المعبد يربط الملاذ الآمن بمحور رئيسي يتجه نحو الجنوب باتجاه معبد إله الشمس آمون رع، مما يعكس ارتباطه الوثيق بالمعتقدات الدينية في تلك الفترة. إضافة إلى ذلك، تُظهر بعض الأحجار التي تم اكتشافها نقوشاً غير مكتملة، مما يدل على أن أعمال الزخرفة في المعبد توقفت بعد وفاة الملك نخت أنبو الأول في عام 361 قبل الميلاد. هذا يشير إلى أن البناء قد توقف بشكل مفاجئ في أواخر عهد الملك.
اكتشافات أقدم وأدوات أثرية متنوعة
أثناء الحفريات، عثر الفريق الأثري على مجموعة متنوعة من الأدوات والقطع الأثرية التي تعود إلى عصور سابقة. من أبرز هذه الاكتشافات قطعة من حجر اليشب تعود إلى عصر الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، إلى جانب جزء من تمثال للملك سيتي الثاني. كما تم العثور على تمثال للبابون وقاعدة جزئية لمسلة من الكوارتزيت تعود إلى عهد الملك أوسوركون في الدولة الحديثة.
وتشير هذه الاكتشافات إلى أن منطقة المطرية كانت مركزاً هاماً للنشاط الديني في عدة فترات من تاريخ مصر، حيث امتزجت العصور المختلفة في هذا الموقع، مما يعكس تاريخاً طويلاً ومعقداً لهذا المكان.
نخت أنبو الأول ومحيطه التاريخي
كان نخت أنبو الأول أحد آخر الحكام المحليين في مصر قبل هيمنة الفرس. عُرف بمقاومته الشديدة للمحاولات الفارسية للسيطرة على مصر، كما كان له دور بارز في العديد من مشاريع البناء الدينية، مثل معبد إيزيس في جزيرة فيلة قرب أسوان. ويُذكر أن نخت أنبو الأول قد عين ابنه، تيوس، وصياً مشتركاً معه في عام 363 قبل الميلاد، في خطوة تمهيدية لتوريث الحكم. لكن رغم هذه التدابير، سيطر شقيق تيوس، تجابيمو، على العرش بعد فترة قصيرة، ليحكم مصر لفترة قصيرة.