تعد الحياة المدرسية من أكثر المراحل تحدياً في حياة الطالب، حيث يواجه الكثير من الضغوطات النفسية والاجتماعية ولكن في بعض الأحيان، قد يتجاوز الضغط حدود المعقول، ويصل إلى مستويات تهدد حياة الطالب وحالته النفسية بشكل مباشر من بين تلك اللحظات الصعبة، نجد التعبير الشائع “يا أستاذ، نجحني برك، راه الوالد قال لي لو منجحتش ما تدخلش الدار”، الذي يعكس معاناة طلاب قد يكونون تحت ضغط كبير من أسرهم.
إجابة طالب جزائري في الامتحان تجعل أستاذه يرسل له توصية بالمصحة النفسية فورًا
الضغط الأسري هو أحد الأسباب الرئيسية التي قد تدفع الطالب إلى إلقاء مثل هذه العبارات في وجه معلمه. في الكثير من الأحيان، يُتوقع من الأبناء تحقيق النجاح الأكاديمي كشرط للقبول والاحترام في العائلة. إلا أن هذه التوقعات قد تتحول إلى عبء ثقيل على كاهل الطالب، خاصة عندما تكون الأسرة تشترط النجاح بشروط قاسية، كما في الحالة التي نذكرها في المقال. فقد يعتقد الطالب أن فشله في تحقيق النجاح سيؤدي إلى فقدانه لمكانته في العائلة أو حتى إلى مواجهته للعواقب القاسية، مثل الطرد من المنزل أو فقدان الدعم العاطفي والمعنوي.
تأثير العبارة على الطالب:
عندما يردد الطالب عبارة مثل “نجحني برك باش نبقى حيّ”، فهو لا يعبّر فقط عن خوفه من الفشل الأكاديمي، بل عن حالة من اليأس والضغوط النفسية التي قد تسيطر عليه. قد يكون الطالب يواجه صراعاً داخلياً بين رغبته في النجاح وتوقعات أسرته التي أصبحت بمثابة قيد على تفكيره وحياته. هذه الضغوط قد تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق المزمن والاكتئاب، مما يعيق قدرته على التفوق الأكاديمي.
تأثير العوامل الاجتماعية على الأداء الدراسي:
لا يمكننا إغفال التأثير الكبير للعوامل الاجتماعية والاقتصادية على أداء الطالب الدراسي. في بعض الحالات، يكون الضغط الممارس على الطالب ناتجاً عن ظروف اجتماعية صعبة، مثل تردي الوضع المالي للعائلة أو فقدان أحد أفرادها. في هذه الحالة، قد يصبح النجاح الدراسي بمثابة الأمل الوحيد للهروب من هذه الظروف القاسية. وبالتالي، يصبح الطالب يشعر بأن حياته متوقفة تماماً على تحقيق النجاح الأكاديمي، وهو ما قد يفاقم من توتره النفسي.
دور المدرسة والمعلمين في التخفيف من الضغوط:
من خلال هذه العبارة، نجد أن المدرسة والمعلمين يحملون مسؤولية كبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات. على المعلمين أن يكونوا على دراية تامة بالحالات النفسية للطلاب الذين يعانون من ضغوطات خارجية. يمكن أن يساعد الدعم العاطفي من المعلم في تخفيف العبء النفسي، من خلال تشجيع الطلاب على المشاركة والتحدث عن مشاعرهم دون خوف من الحكم عليهم. يجب على المدرسة أن تكون بيئة آمنة ومحفزة، تُعزز الثقة بالنفس وتحفز الطلاب على السعي نحو النجاح من دون الضغط المفرط.
حلول ممكنة لمعالجة المشكلة:
هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في معالجة هذه المشكلة وتخفيف الضغوطات على الطلاب:
- التوعية الأسرية: من المهم أن تعمل المدارس على تنظيم ورش عمل وندوات لتوعية الأسر بأهمية التوازن بين تشجيع الأبناء على النجاح وبين مراعاة صحتهم النفسية.
- الدعم النفسي: توفير خدمات الدعم النفسي في المدارس يمكن أن يساعد الطلاب على التعامل مع ضغوطاتهم. قد يشمل ذلك تقديم جلسات استشارية أو دعم جماعي للطلاب الذين يعانون من مشاكل مشابهة.