يشهد مشروع الغاز المسال في حوض روفوما بموزمبيق تقدما ملحوظا مع اقتراب دخوله مرحلة الإنتاج والتصدير وهو يعد أحد المشاريع الطموحة التي ستسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة في تلبية احتياجات الطاقة العالمية تمثل هذه المبادرة التي تجري قبالة سواحل موزمبيق خطوة محورية في مجال الطاقة العالمية حيث يحتضن الحوض احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 165,7 تريليون قدم مكعب يسلط المشروع الضوء على التعاون الدولي بين الشركات الكبرى مثل “إكسون موبيل” و”إيني” الإيطالية والشركة الوطنية الصينية للنفط ما يعكس أهمية التنسيق بين القوى العالمية في تطوير قطاع الطاقة في المنطقة.
أهمية المشروع لدعم تنمية موزمبيق
يهدف مشروع حوض روفوما إلى إقامة محطة حديثة لإنتاج الغاز المسال في شبه جزيرة أفونغي، إلى جانب إنشاء وحدات معالجة الغاز ونظام دعم متكامل وتمثل هذه المحطة نقطة تحول في صناعة الغاز في موزمبيق، حيث يسهم المشروع في تعزيز القدرة التصديرية للغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية، مما يسهم بشكل مباشر في نمو الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، كما يعزز المشروع من تطوير البنية التحتية في البلاد، ما يدعم النمو الصناعي والاجتماعي في المجتمع الموزمبيقي ويؤكد نائب رئيس شركة “ماكديرموت”، روب شاول، على أن المشروع يلتزم بتوفير حلول طاقة مستدامة تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة.
الشراكات العالمية لتسريع التنفيذ
من أجل ضمان نجاح المشروع أبرم القائمون عليه اتفاقيات مع شركتي “جيه جي سي” اليابانية و”تكنيب إنرجيز” الفرنسية لتصميم وتنفيذ وحدات الإنتاج هذه الوحدات تعتمد على الطاقة الكهربائية بدلا من التوربينات الغازية مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، كما تم تصميم هذه الوحدات لتكون مسبقة التصنيع ما يضمن خفض التكاليف وتحقيق مواعيد تسليم دقيقة تسعى هذه الشراكات إلى تقديم حلول مبتكرة تساهم في تحويل قطاع الطاقة بشكل مستدام وتلبية احتياجات السوق العالمي للطاقة النظيفة.
التحديات المستقبلية وآفاق النجاح
على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها المشروع إلا أن هناك تحديات تواجهه مثل تأجيل بعض قرارات الاستثمار النهائي وضغوط سلاسل الإمداد ومع ذلك فإن مشروعات أخرى مشابهة مثل “كورال ساوث” التي تم تنفيذها بنجاح تعزز من ثقة المستثمرين والشركاء في تجاوز هذه التحديات بالنظر إلى ما يقدمه المشروع من إمكانيات يتوقع أن يكون لمشروع حوض روفوما تأثير اقتصادي عميق في منطقة شرق أفريقيا مما يعزز من مكانة موزمبيق كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويسهم في تحفيز الاستثمارات في قطاع الطاقة على المستوى الإقليمي والعالمي.
في النهاية، يعد مشروع حوض روفوما في موزمبيق واحدا من المشاريع الطموحة التي تجمع بين الابتكار والتعاون الدولي لتحقيق تحول كبير في صناعة الغاز المسال ومع التزام الشركاء بتقديم حلول طاقة مستدامة والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، يبدو أن المشروع سيحقق نجاحا كبيرا ويضع موزمبيق على الخريطة العالمية كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة، مما يفتح آفاقا جديدة للنمو والتنمية في المنطقة.