في السنوات الأخيرة شهدت المملكة المغربية زيادات ملحوظة في انقطاع الكهرباء في العديد من المناطق، هذه الانقطاعات أثارت تساؤلات بين المواطنين حول أسبابها وهل هناك علاقة لهذه المشكلة بالتوترات السياسية بين المغرب وجارته الجزائر، هذه القضية أصبحت محط أنظار الإعلام والمتابعين للأوضاع الاقتصادية والطاقة في المنطقة خاصة في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها الدول المغاربية.
التحديات في قطاع الكهرباء المغربي
يواجه قطاع الكهرباء في المغرب العديد من التحديات التي تؤثر على استقرار إمدادات الطاقة في البلاد، يعتبر الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري أحد العوامل الرئيسية التي تجعل المغرب عرضة للتقلبات في أسواق الطاقة العالمية، علاوة على ذلك تعتبر قدرة الشبكة على توفير الكهرباء في أوقات الذروة أو في فترات الطقس القاسي من القضايا التي يواجهها القطاع بشكل مستمر، وعلى الرغم من جهود الحكومة المغربية في تنويع مصادر الطاقة عبر الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح إلا أن البلاد لا تزال بحاجة كبيرة إلى استيراد الطاقة مما يعرضها لمشاكل متعلقة بالأمن الطاقي.
الجزائر ودورها في أزمة الكهرباء المغربية
على الرغم من أن العلاقات بين المغرب والجزائر لم تكن على ما يرام في السنوات الأخيرة فإن تأثير هذه العلاقات على قطاع الطاقة المغربي قد أصبح موضوعا مثيرا للجدل، في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2021 توقفت الجزائر عن تصدير الغاز الطبيعي إلى المغرب عبر أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، هذا القرار الذي أثر بشكل غير مباشر على إمدادات الطاقة إلى المغرب دفع الأخير إلى البحث عن بدائل عبر زيادة الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة لكنها لم تكن كافية لتغطية جميع احتياجاته، على الرغم من أن بعض التقارير تلمح إلى إمكانية تأثير الجزائر بشكل غير مباشر على قطاع الكهرباء المغربي إلا أنه لا توجد أدلة دامغة تدعم هذه الفرضية.