في اكتشاف مثير وغني بالأبعاد التاريخية، توصلت دراسة جديدة إلى اكتشاف منحوتات صخرية في صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، تعود إلى نحو 7000 عام، لتكون أقدم من أهرامات الجيزة المصرية وصخور ستونهنج البريطانية بحوالي 2000 عام و هذا الاكتشاف الذي تم نشره في دورية “أنتيكويتي”، يكشف عن آثار قديمة لأحد أقدم الطقوس التعبدية التي عرفها البشر، ومن بينها بقايا منحوتات للإبل وبعض الهياكل الصخرية الفريدة من نوعها.
السعودية تُعلن عن اكتشاف يتخطى كل التوقعات وأمريكا تُصاب بالذعر والخوف
تم العثور على آلاف من بقايا جدران صخرية تمتد على مساحة تزيد عن 200,000 كيلومتر مربع، تُعرف بـ “المستطيلات”. هذه الصخور تتخذ شكلاً مستطيلياً وتجمع بين الصخور بشكل مثير للاهتمام، مما يعكس أهمية الموقع على مستوى كبير. وأكدت الباحثة ميليسا كينيدي، عالمة الآثار في جامعة أستراليا الغربية، أن هذه الصخور تمثل منظراً طبيعياً أثرياً لمجموعة من الهياكل المتشابهة التي قد تعود إلى نفس المعتقدات أو الفهم الطقسي.
دور المستطيلات في الطقوس الدينية والتواصل الاجتماعي
تشير الدراسة إلى أن هذه المستطيلات قد كانت تستخدم في طقوس دينية قديمة، حيث تم بناء بعضها باستخدام أكثر من 12,000 طن من حجر البازلت. هذه المهمة كانت تتطلب جهداً شاقاً استغرق شهوراً عديدة. بالإضافة إلى ذلك، عُثر على بعض المستطيلات التي تحتوي على “حجرات” صغيرة وأعمدة حجرية، مما يشير إلى وجود استخدام طقسي متنوع ربما شمل تقديم قرابين أو إقامة احتفالات دينية.
تفسير الاكتشاف
ترجح كينيدي وتوماس أن المستطيلات قد تم بناؤها لتوجيه وتحريك مجموعات من الناس في طقوس دينية أو اجتماعية، حيث كانت هذه الصخور قد صممت بطريقة تشير إلى مستوى عظيم من التنسيق والتواصل بين سكان منطقة واسعة. من خلال هذه الاكتشافات، يمكن الاستنتاج أن هناك تواصلاً مستمراً بين مجتمعات تلك الحقبة، يعكس نوعاً من الوعي الجمعي المشترك في استخدام البيئة.
العلاقة بالبيئة القديمة
من الجوانب المثيرة في هذا الاكتشاف هو الربط بين هذا الموقع وما كانت عليه البيئة في تلك الفترة. تشير الأدلة إلى أن المنطقة كانت أكثر خضرة ورطوبة في العصور القديمة، مما يؤكد التغيرات المناخية التي شهدتها هذه المنطقة على مر العصور. تعد هذه المستطيلات شاهداً على تطور الثقافات القديمة في تلك المناطق، ومدى ارتباطها بالطقوس والتقاليد التي استمرت لآلاف السنين.