في عالم تتغير فيه الصيحات، يبقى لبعض الأشياء عبق خاص لا يبهت مع الزمن هكذا هو حال طقم الأطباق الصيني الشهير الذي يحمل صور روميو وجولييت، تلك اللوحة الفنية التي جابت المنازل المصرية في منتصف القرن الماضي. لم يكن مجرد أطباق عادية تُستخدم يومياً، بل أيقونة رومانسية امتزجت فيها الذكريات بالجمال، لتتحول اليوم إلى كنز ثمين يتهافت عليه عشاق التراث.
من مطبخ الأسرة إلى المزادات النادرة
في الماضي، كان طقم “روميو وجولييت” ضيفاً دائماً على ولائم الأسر المصرية، يزين الطاولات في المناسبات الخاصة، حاملاً معه أجواء من الأناقة والرقي. أما اليوم، فقد أصبح قطعة مرغوبة في المزادات وأسواق المقتنيات، حيث يتجاوز سعر الطبق الواحد منه 500 جنيه مصري، مع ارتفاع متزايد في قيمته كلما تعاقبت السنوات.
هذا التحول لم يكن مجرد صدفة، بل يعكس المكانة الرمزية للطقم، الذي يمثل مزيجاً فريداً من الرومانسية والأصالة، ليصبح أكثر من مجرد أدوات مائدة، بل تحفاً تروي قصصاً عن زمن مضى.
أطقم الستينات جمال خالد لا يقدر بثمن
ظهر طقم “روميو وجولييت” في ستينات القرن الماضي، ليُصبح رمزاً للذوق الرفيع في كل بيت مصري. حرصت الأمهات والجدات على اقتنائه وحفظه بعناية كجزء لا يتجزأ من جهاز العروس، ليبقى شاهداً على ذكريات العائلة وأفراحها. تلك الأطباق لم تكن مجرد أدوات، بل إرثاً تناقلته الأجيال كأنه حكاية حب لا تنتهي.
عودة بريق الماضي إلى الحاضر
مع عودة الاهتمام بالقطع التراثية، عاد طقم “روميو وجولييت” إلى الواجهة ليزين بيوت اليوم لم يعد وجوده مقتصراً على خزائن الزمن الجميل، بل بات يُعرض كتحفة فنية تضفي لمسة فريدة على الديكورات الحديثة تلك العودة هي تعبير عن التقاء الماضي بالحاضر، وعن قيمة الحب والجمال التي لا تخفت مع السنين.