المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، تُعد واحدة من أبرز الدول التي خاضت تحديات الطبيعة لتحويل الصحراء إلى وجهة اقتصادية واجتماعية متقدمة وبين الماضي والحاضر، استطاعت المملكة أن تتجاوز التحديات البيئية التي فرضتها عليها جغرافيتها الصحراوية، والتي تُعتبر خالية من الأنهار العذبة، معتمدةً على الأمطار والمياه الجوفية لتلبية احتياجاتها.
نهر صناعي ضخم أطول من نهر النيل في قلب صحراء المملكة هيرعب أمريكا ويغير وجه العالم
لطالما كانت الأنهار العذبة ركيزة أساسية لقيام الحضارات الكبرى في التاريخ، إلا أن المملكة، التي تفتقر إلى هذه المصادر الطبيعية، اعتمدت منذ القدم على بدائل أخرى كالأمطار والمياه الجوفية. ومع ذلك، فإن الطبيعة القاسية والمناخ الجاف في المملكة جعلا من المياه موردًا نادرًا وثمينًا، مما دفعها لتطوير حلول مبتكرة لتلبية الطلب المتزايد على المياه.
تحديات المياه في المملكة
اعتمدت المملكة تاريخيًا على المياه الجوفية التي تمثل 84% من احتياجاتها، إلى جانب محطات تحلية المياه التي توفر حوالي 5% من الإمدادات. كما تم استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة التي تمثل 1% من الاحتياجات المائية. إلا أن جفاف البحيرات، مثل تلك التي كانت موجودة في محافظة الأفلاج، زاد من التحديات البيئية. وفي العقود الأخيرة، ساهمت التكنولوجيا الحديثة في استكشاف مصادر المياه الجوفية العميقة، بفضل جهود شركة “أرامكو” التي حددت مواقع هذه الموارد في شمال وشرق المملكة.
مشروع “النهر السعودي العظيم”
ضمن رؤية المملكة الطموحة لعام 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعلنت السعودية عن مشروع إنشاء أطول نهر صناعي في العالم. يبلغ طول هذا النهر 12 ألف كيلومتر، بعمق 4 أمتار وعرض 11 مترًا. المشروع يستهدف نقل المياه الصالحة للشرب إلى جميع أنحاء المملكة، ما يجعله أحد أهم المبادرات الاستراتيجية لتلبية احتياجات السكان والقطاعات الصناعية والزراعية المتزايدة.
تفاصيل المشروع
سيحتوي النهر على ثلاث أنابيب رئيسية بقطر 2.25 متر لكل أنبوب، مصممة بمواصفات مقاومة للتآكل والصدأ. وستُدار هذه الشبكة بواسطة محطات متطورة لتحلية المياه، من المتوقع أن تنتج يوميًا حوالي 9.4 مليون متر مكعب من المياه العذبة. هذا الإنجاز يجعل المملكة على وشك امتلاك واحدة من أكبر شبكات المياه المحلاة عالميًا، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة في الابتكار والاستدامة.