“امريكا موجوعة”.. السعودية تعلن اكتشاف مواقع أثرية نادرة تعود إلى 350 ألف سنة تساوي اكثر من ” 100 مليون دولار “تدهش الباحثين حول العالم.. هيلعبوا بالفلووس!!

تُعد منطقة العلا واحدة من أهم المواقع التاريخية والثقافية في المملكة العربية السعودية، حيث تحتفظ بتاريخ طويل يمتد عبر العصور القديمة بفضل نتائج المسوحات البيئية والأثرية لمشروع “الجزيرة العربية الخضراء”، تكشّف العديد من الأسرار المتعلقة بالبيئة والإنسان في المنطقة، مما يعزز مكانتها كموقع عالمي ذو إرث حضاري وطبيعي عميق.

السعودية تعلن اكتشاف مواقع أثرية نادرة تعود إلى 350 ألف سنة تساوي اكثر من ” 100 مليون دولار “تدهش الباحثين حول العالم

تشير الأبحاث الأخيرة إلى أن الجزيرة العربية قد مرّت بتغيرات مناخية هامة خلال عصر البلايستوسين. في تلك الحقبة، كانت الجزيرة تتمتع بمناخ أكثر رطوبة مما كان عليه في العصور السابقة. هذا التغير المناخي ساهم بشكل كبير في انتشار الجماعات البشرية في المنطقة وفي قارات أخرى، حيث أصبحت مصادر المياه أكثر وفرة.

موقع النسيم: أقدم المواقع الأشولية في المملكة

يُعتبر موقع “النسيم” في المملكة من أقدم المواقع الأشولية الموثقة في الجزيرة العربية. هذا الموقع يقدّم دليلاً بيئيًا على وجود بحيرة عميقة كانت ربما عذبة المياه، كما يضم أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الأسفل. تم العثور على 354 قطعة فأس حجري ورقائق حجرية متنوعة، مما يدل على ارتباط الإنسان الوثيق بمصادر المياه في تلك الفترة.

الأدوات الحجرية في موقع النسيم: دليل على تكرار الزيارة

تشير الأدلة إلى أن الأدوات الحجرية المكتشفة في موقع النسيم تتشابه مع تلك التي تم العثور عليها في صحراء النفود. يتضح من خلالها أن الإنسان كان يكرر زيارته للمنطقة عندما كانت مليئة بالموارد المائية والغذائية. كما تبين أن الإنسان كان ينقل المواد الخام لصناعة الأدوات، مما يعكس تطور مهاراته في صنع أدوات الحجر واستخدامها في أنماط الحياة اليومية.

الموقع الزمني: أواخر عصر البلايستوسين الأوسط

يُقدر أن الأدوات الحجرية المكتشفة في موقع النسيم تعود إلى أواخر عصر البلايستوسين الأوسط، ما بين 350.000 إلى 250.000 سنة مضت. وتزامن ذلك مع مرحلة ذوبان الجليد في العصر الجليدي التاسع وتشكّل البحيرات في صحراء النفود. ساعدت المياه العذبة المستقرة في المنطقة على تسهيل انتقال الإنسان إليها، بسبب توفر المياه والغذاء.

التنوع البيئي: بحيرات وغابات وحيوانات برية

تظهر الأدلة على تنوع الحياة البرية في منطقة النفود أن بحيرات عديدة قد تكونت في فترات ذوبان الجليد، مما أدى إلى ظهور بيئة غنية بالحيوانات البرية، سواء كبيرة أو صغيرة، وذلك حول مصادر المياه. كان هذا التنوع البيئي أحد العوامل التي ساعدت الإنسان على البقاء والتوسع في المنطقة.


مشروع الجزيرة العربية الخضراء: دراسة التغييرات المناخية

يواصل مشروع “الجزيرة العربية الخضراء” مسيرته العلمية بدعم من معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، حيث يسعى لدراسة التغيرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزيرة العربية عبر العصور. يهدف المشروع إلى فهم كيفية تأثير هذه التغيرات على البيئة وطرق استيطان الإنسان والهجرات البشرية عبر القارات.