تأتي استراليا، وخاصة الإقليم الشمالي، كأكبر موطناً للتماسيح إذ تجتمع التماسيح فى المياه المالحة، حيث يقدر عددها بنحو 100000 تمساح، بالرغم من أن هذه التماسيح كانت على وشك الانقراض في منتصف القرن العشرين بسبب الصيد الجائر الناتج عن الطلب على جلودها، إلا أن أعدادها تعافت بسرعة بعد فرض حظر الصيد عام 1971، إلى أن أصبحت أستراليا تواجه تحدي جديد يتمثل في كيفية مواجهة هذه الأعداد الهائلة من الكائنات المفترسة مع ضمان سلامة السكان من أجل الحفاظ على التوازن البيئي.
100 ألف تمساح يهددون السكان
تعيش تماسيح المياه المالحة في المستنقعات والمناطق الساحلية، وتنتشر بشكل كبير في شمال أستراليا وبعض أجزاء جنوب شرق آسيا، وما يميز هذا النوع هو سلوكه العدواني، مما يجعل التعامل معه يتطلب حذراً كبيراً، وبرغم ندرة الحوادث المميتة، إلا أن وقوعها أحياناً، مثل حادثة اختطاف طفلة عام 2024، وهو ما يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مستمرة للحد من هذه المخاطر وبعابى تحدي كبير لأستراليا.
في مدينة داروين، كيلي إوين وفريقه يقودون عمليات صيد التماسيح وإبعادها عن المناطق المأهولة، إذ يعتمد الفريق على مصائد مائية موزعة في مختلف المواقع لفحص وتقليل أعداد التماسيح في المناطق القريبة من البشر، وغالباً ما تُقتل التماسيح التي يتم صيدها لمنع عودتها مرة أخرى إلى المواقع الخطرة، ولكن موسم التكاثر يشهد زيادة في حركة التماسيح، وهي الفترة الأكثر انشغالاً لفرق الصيد الذي يعمل بانتظام من أجل الحد من المخاطر المحتملة على السكان والسياح، خاصة في المناطق التي تتميز بالنشاط البشري مثل الصيد والسباحة.
وتحاول أستراليا بناء نهج يوازن بين حماية السكان وإدارة أعداد التماسيح، من أجل التعايش مع هذه الكائنات خاصة أن الخبراء يحذرون من إثارة اي عداء تجاه التماسيح لانه قد يؤدي إلى ردود فعل سياسية غير محسوبة، وهو ما يهدد التوازن البيئي ويؤثر سلباً على التنوع الحيوي.