وقال جاني تاركان، مدير متحف ماردين الذي أشرف على عمليات التنقيب، وفقًا لموقع “أرت نيوز “تم استخدام مديات بشكل مستمر لمدة 1900 عام، وقد تم بناؤها في البداية كموقع للاختباء أو منطقة للهروب للمسيحيين، خاصة في وقت لم تكن فيه المسيحية ديانة رسمية في القرن الثاني”.
وتوجد مدن مشابهة تحت الأرض في مناطق مختلفة من تركيا، مثل كابادوكيا في شرق الأناضول، التي كانت تعرف في الماضي بوسط تركيا، والتي تحتوي على نحو 200 مستوطنة قديمة تم نحتها في الصخور البركانية خلال القرنين السابع والثامن.
ويعتقد المؤرخون أن هذه الكهوف كانت تستخدم كملاجئ للسكان المحليين من هجمات الغزاة الأجانب، وفي القرن الرابع عشر، تحولت إلى ملاذات للأقليات المسيحية هربًا من القوات العثمانية لم تترك هذه المدن بالكامل حتى عام 1923، بعد انتهاء الحروب اليونانية التركية، وأُعيد اكتشافها في عام 1963.
ومن أشهر المدن تحت الأرض في كابادوكيا هو مجمع ديرينكويو متعدد المستويات، الذي يعود تاريخه إلى فترة ما بين 780 و1180 ميلاديًا، ويقع على عمق حوالي 200 قدم تحت الأرض يمكن لهذا المجمع إيواء حوالي 20,000 شخص، بالإضافة إلى الماشية، ويحتوي على أقبية للنبيذ، وأسطبلات، ومصليات، ومدرسة دينية، وهو متصل بمستوطنات مشابهة عبر شبكة من الممرات.
وبحسب جاني تاركان، مدير متحف ماردين، فإن المدينة المكتشفة حديثًا في مديات يمكن أن تستوعب “ما لا يقل عن 60 إلى 70 ألف شخص”.