“المغربيين يجهزو نفسهم”… اكتشاف منجم دهب أسطوري في المغرب يصدم العلماء ويغير خريطة الاقتصاد المغربي بالكامل.. “فلوس زي الرز”!!

تشهد مدينة سلا المغربية ضجة كبيرة إثر اكتشاف موقع أثري هائل يعود إلى العصور الإسلامية، وخاصة الفترة المرينية وهذا الاكتشاف، الذي جاء نتيجة أعمال تهيئة مدينة سلا العتيقة، سلط الضوء على تاريخ نادر منسي تكشفه بقايا وبنيات أثرية تعود إلى العصور المرابطية أو الموحدية، في خطوة غير مسبوقة في البحث الأثري.

اكتشاف منجم دهب أسطوري في المغرب يصدم العلماء ويغير خريطة الاقتصاد المغربي بالكامل

بدأت الحفريات في هذا الموقع الأثري منذ شهر تحت إشراف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة في جهة الرباط سلا القنيطرة، بمشاركة شركة متخصصة. وقد تم تقسيم المراحل المختلفة التي مر بها الموقع، الذي يقع تحت الأرض، إلى أربع مراحل رئيسية: أولها كان الموقع مخزناً سرياً للمواد الغذائية لتأمين حياة السكان في فترة الأوبئة والمجاعات، ثم تحول إلى سجن للأسرى الأجانب، وبعد ذلك أصبح سوقاً لبيع المنتجات المحلية وصناعة الأنسجة، ليصبح في النهاية مكباً للنفايات والأتربة.

البحث الأثري واكتشافات فريدة

حسب تصريحات لحسن تاوشيخت، رئيس فريق البحث الأثري ورئيس شعبة الآثار الإسلامية في المعهد، يعد هذا الاكتشاف “كنزاً أثرياً غير مسبوق” في مدينة سلا وباقي المدن المغربية الكبرى. ويشير إلى أن هذا الموقع يعود إلى الفترة المرينية، إلا أن شكل البناء وهندسته قد تدلان على أن الموقع قد يكون أيضاً مرتبطاً بالفترة الموحدية أو حتى المرابطية، بما يتناسب مع الطراز المعماري المميز لتلك الفترات، خاصة الأقواس المستخدمة في البناء.

موقع استراتيجي تحت الأرض

كان الموقع في البداية يُعتبر “بناية ضخمة متينة” تتطلب نفقات ضخمة وعناية خاصة في إنشائها. وهذا يعكس الأهمية الاستراتيجية للموقع، حيث كان يُستخدم كمخزن سري للمواد الغذائية الضرورية لحياة سكان سلا، خاصة في فترات الحروب والأوبئة. لم يكن بإمكان أي شخص من خارج المدينة ملاحظة هذا المخزن الذي تم بناؤه بشكل خفي تحت الأرض لحماية المؤن الغذائية من التدمير.

تحول الوظائف على مر العصور

تحول الموقع في فترة لاحقة، وخاصة خلال القرنين 16 و17 الميلاديين، إلى سجن للأسرى الأجانب، الذين تم أسرهم أثناء عمليات “الجهاد البحري” أو ما يُعرف بـ”قراصنة سلا”. وقد عثر الباحثون على نقوش تحمل أسماء مكتوبة بالحروف اللاتينية، بعضها يعود إلى عام 1671، وهي الفترة التي كانت فيها سلا تحت نفوذ الدولة العلوية. وقد كانت تلك الفترة تشهد تبادل الأسرى بين المغرب ودول مثل إسبانيا وهولندا وفرنسا.

وفي المرحلة الثالثة من حياة الموقع، تم تحويله إلى فندق لتسويق المنتجات المحلية وصناعة الأنسجة مثل الزرابي والحصائر. وفي النهاية، تحول إلى مكب للأتربة والنفايات، وهو ما يعكس تغيّر وظيفة الموقع عبر العصور.