في يوم واحد فقط، شهدت إثيوبيا نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا غير مسبوق، حيث سجلت البلاد 11 زلزالًا، تراوحت قوتها بين 4.5 و5.5 درجة على مقياس ريختر وكان من أبرز هذه الزلازل زلزال بقوة 5.5 درجة الذي وقع في الساعة 7:01 مساءً بتوقيت القاهرة، ما يعد الأول من نوعه منذ 21 ديسمبر 2024 وفي وقت سابق من نفس اليوم، سجل زلزال آخر بقوة 5.2 درجة في الساعة 4:27 مساءً.
سيول جبارة تسحق سد النهضة وإثيوبيا تعلن حالة الطوارئ القصوى في البلاد وسط خوف الجميع
وبالإضافة إلى الزلازل، شهدت إثيوبيا انفجارًا بركانيًا في جبل “دوفن”، حيث انبعثت الأبخرة والغازات والغبار والحبيبات الصخرية من فوهة البركان، ما زاد من حدة القلق بين السكان. هذا النشاط البركاني ليس محصورًا في جبل دوفن فقط، بل من المحتمل أن يمتد إلى البراكين المجاورة، مثل بركان “فنتالي” في جنوب البلاد، والذي يهدد منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة.
أضرار كبيرة في مناطق عديدة
الزلزال والانفجار البركاني تسبب في دمار واسع في عدة مناطق إثيوبية، خاصة في منطقة أواش فنتالي في إقليم عفار. أفاد سكان المنطقة بأن أكثر من 30 منزلاً انهارت بسبب الزلازل المتكررة، مما أجبر العديد من العائلات على مغادرة منازلهم والبحث عن مأوى في المناطق المجاورة.
أحد السكان المحليين ذكر لصحيفة “أديس ستاندارد” أن الزلازل التي ضربت منطقتي أواش فنتالي ودوليشا تسببت في أضرار مدمرة للممتلكات، وأدت إلى توقف العملية التعليمية في بعض المدارس. على سبيل المثال، تعرضت مدرسة أونجايتو في حي سابور كيبيلي إلى دمار هائل، ما دفع إلى تعليق الدراسة في المنطقة.
التهديدات المتزايدة
وبحسب تصريحات أحد أساتذة الجيولوجيا والموارد المائية، فإن هذه الزلازل قد تكون مجرد مقدمة لنشاط زلزالي وبركاني أكبر في المستقبل. وأضاف أنه من المحتمل أن يشهد النشاط الزلزالي زيادة في شدته، مما قد يؤدي إلى مزيد من الزلازل القوية والحمم البركانية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر على سد النهضة الإثيوبي، الذي يقع في منطقة مرتفعة عن مستوى البحر، ما يعني أن انهياره لن يشكل تهديدًا مباشرًا على إثيوبيا نفسها، ولكنه قد يسبب مشاكل كبيرة لدولتي السودان ومصر إذا تضرر السد بشكل خطير.
الإحصاءات الزلزالية في 2024 و2025
أظهرت الإحصاءات أن إثيوبيا شهدت 90 زلزالًا في عام 2024، في حين بلغت الزلازل التي حدثت منذ بداية عام 2025 حتى الآن 29 زلزالًا، مما يعكس تصاعدًا ملحوظًا في النشاط الزلزالي في المنطقة.