في خطوة تاريخية غير مسبوقة أعلن عن اكتشاف أثري جديد في أسفل مياه نهر النيل بمحافظة أسوان وذلك بفضل تعاون بين بعثة أثرية مصرية-فرنسية بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار يتضمن الاكتشاف مجموعة من النقوش والرسومات التي تعود إلى فترات زمنية متنوعة تشمل عصور حكم عدد من الملوك البارزين مثل أمنحتب الثالث تحتمس الرابع بسماتيك الثاني وواح ايب رع هذا الاكتشاف يعد الأول من نوعه في دراسة الآثار الغارقة تحت مياه النهر وهو ما أثار اهتماما واسعا على المستويين المحلي والدولي.
جزيرة كونوسو: نافذة إلى تاريخ عريق
تم العثور على هذه النقوش في جزيرة كونوسو وهي جزيرة صخرية تقع بالقرب من معبد فيلة وجزيرة بيجه يعتبر الدكتور شاذلي عبد العظيم أن جزيرة كونوسو واحدة من أبرز المواقع الأثرية التي غمرتها مياه النيل نتيجة بناء السد العالي وعلى الرغم من أن معالم هذه الجزيرة كانت قد اكتشفت في عمليات إنقاذ آثار النوبة في القرن الماضي إلا أن النقوش المكتشفة حديثا لم تحظَ بالدراسة الكافية هذه النقوش تمتد عبر عدة فترات زمنية ما بين العصر المتأخر والعصر الإمبراطوري الحديث مما يعكس تنوع وتعدد المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة.
تقنيات مبتكرة للكشف عن التفاصيل
في أواخر عام 2023 استخدمت البعثة أحدث التقنيات لتوثيق النقوش المكتشفة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد وتقنيات الفوتوجرامتري بهدف فهم طبيعة النقوش وتفاصيلها بشكل أكثر دقة هذه الأدوات الحديثة مكنت العلماء من دراسة النقوش التي تم الحفاظ عليها في حالة ممتازة، مما أسهم في تقديم رؤى جديدة حول هذه الحقبة التاريخية الهامة.
جهود متواصلة في البحث والتوثيق
من جانبه أشار الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن البعثة قد بدأت المرحلة الأولى من مشروعها في جزيرتي فيلة وكونوسو، مع التركيز على توثيق كل النقوش بدقة متناهية كما أضاف الدكتور هشام الليثي أن استخدام تقنيات الغوص والتصوير تحت الماء كان له دور كبير في الحفاظ على تفاصيل النقوش مما يعزز بشكل غير مسبوق من فهمنا لتاريخ مصر القديمة.
هذا الاكتشاف ليس مجرد إضافة جديدة إلى السجل الأثري المصري بل هو خطوة هامة نحو إعادة إحياء أجزاء من تاريخ مصر الغارقة تحت مياه النيل ويعكس التقدم العلمي والتكنولوجي الذي باتت تستخدمه مصر في مجال البحث الأثري.