في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من المعتاد أن يعبر الطلاب عن أفكارهم وسلوكياتهم بطرق غير تقليدية، حتى داخل قاعات الامتحان خلال السنوات الماضية، لاحظ العديد من أساتذة الجامعات إجابات غريبة ومثيرة للدهشة يدونها بعض الطلاب في أوراق الإجابة، تعكس مزيجا من الاستغاثة، الطرافة، أو حتى محاولات للخروج عن المألوف، وهو ما نستعرضه في هذا التقرير.
إجابات غريبة وأحداث غير متوقعة
صرح الدكتور إبراهيم نصار، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة عين شمس، بأن أغرب ما يمكن مشاهدته في أوراق الامتحانات لا يقتصر على إجابات خاطئة فقط، بل يمتد إلى كتابات عشوائية مثل إعادة كتابة الأسئلة بدلا من الإجابة عليها، أو استخدام خط سيئ للغاية يجعل قراءة الإجابة شبه مستحيلة ويضيف نصار أن بعض الإجابات قد تكون مليئة بمشكلات شخصية، مثل طالب كتب: “لقد توفي أبي وأمي، ولا أملك مصدر رزق، ولم أستطع دفع مصاريف الدروس أو شراء الكتاب”، ما يعكس محاولات للحصول على تعاطف المصحح. 
أشكال أخرى من الإجابات الغريبة
وأشار نصار إلى أن بعض الطلاب يستغلون أوراق الإجابة للتعبير عن آرائهم السياسية أو الاقتصادية، أو حتى كتابة كلمات غرامية، في حين أن هذا النوع من الكتابة قد يكون أكثر غرابة من ترك الورقة فارغة تماما، إلا أنه يلفت الانتباه بطريقته غير المتوقعة.
تصنيفات الإجابات الغريبة
من جانبه، قسم الدكتور محمد كمال، أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، هذه الظاهرة إلى ثلاث فئات رئيسية:
- الاستهبال: حيث يحاول الطالب الالتفاف حول الأسئلة المطلوبة عبر إعادة صياغة مضمون إجابة يعرفها لتغطية سؤال لا يفهمه.
- الاستعباط: مثل كتابة أعذار شخصية داخل ورقة الإجابة مثل “كنت مريضا ولم أستطع المذاكرة”.
- الخلط بين الأسئلة: كأن يقوم الطالب بدمج إجابات سؤالين مختلفين في إجابة واحدة، ظنا أن المصحح لن يلاحظ.
استعطاف المصححين ومحاولات الالتفاف
أوضح الدكتور محرز غالي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن بعض الطلاب يلجأون للاستعطاف عبر كتابة رسائل شخصية مثل: “أرجوك لا ترسبني، فأنا لا أستطيع إعادة المادة”، أو “وعد مني بأن أذاكر في المرة القادمة”، ويضيف غالي أن هناك طلابا يتبعون أسلوب “الرغي والفذلكة”، حيث يكتبون فصولا كاملة من المنهج دون الإجابة على السؤال المطلوب، ما يعد مضيعة للوقت وغير مقبول أكاديميا.
في النهاية، تعكس هذه الإجابات الغريبة محاولات الطلاب للتعامل مع الامتحانات بطرق مختلفة، سواء بدافع الطرافة، الاستعطاف، أو حتى الاستسلام، لكنها تظل ظاهرة مثيرة للاهتمام تستحق الدراسة.