تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم قد يبدو للوهلة الأولى خياليًا، وهو إنشاء أطول نهر صناعي في العالم ر هذا المشروع الطموح ليس مجرد حلم تقني، بل هو خطوة استراتيجية في سبيل مواجهة التحديات الكبيرة التي تعاني منها المملكة في مجال الموارد المائية وفي هذا المقال، نستعرض تاريخ المملكة في التعامل مع أزمة المياه، مع تسليط الضوء على المشروع الذي سيسهم بشكل كبير في ضمان استدامة المياه لملايين السكان.
السعودية تُطلق أضخم مشروع نهر صناعي أطول من” نهر النيل “يُعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
لطالما كانت المملكة العربية السعودية من البلدان التي تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بإمدادات المياه. فعلى الرغم من كونها دولة غنية بالموارد الطبيعية، فإنها تفتقر إلى الأنهار العذبة، مما يجعلها تعتمد بشكل كبير على الأمطار والأبار الجوفية. منذ العصور القديمة، اعتمدت المملكة على هذه المصادر المحدودة لسد احتياجاتها المائية، لكن مع ازدياد الضغط السكاني والتوسع العمراني، أصبحت هذه المصادر غير كافية.
يشكل الجفاف والمناخ القاسي في المملكة عاملين إضافيين يزيدان من تعقيد الوضع المائي. المملكة تتعرض لصيف حار وشتاء قارس، فضلاً عن كونها تحتوي على أكبر صحراء في العالم، مما يعزز الحاجة إلى البحث عن مصادر بديلة ومستدامة للمياه.
الاعتماد على المياه المحلاة والمياه الجوفية
منذ عقود، اعتمدت المملكة على المياه الجوفية كمصدر رئيسي للمياه. وبسبب الجفاف الذي أصاب البحيرات في مناطق مثل محافظة الإفلاج، أصبح استخدام المياه الجوفية أكثر ضرورة. في هذه المرحلة، ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تحديد مواقع المياه الجوفية العميقة التي كانت مستعصية على الاكتشاف. وقد قدمت شركة “أرامكو” الدعم الكبير في تحديد أماكن هذه المياه في شمال وشرق المملكة.
أزمة المياه وأهمية نهر سعودي صناعي
في السنوات الأخيرة، ازداد احتياج المملكة إلى المياه، وهو ما جعل الحلول التقليدية غير كافية. في هذا السياق، ظهرت فكرة إنشاء “نهر سعودي صناعي” ضخم، وهو مشروع طموح يهدف إلى توفير مياه عذبة لجميع المناطق في المملكة. هذا المشروع سيحمل في طياته تحديات كبيرة لكنه يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن المائي في المملكة.
تفاصيل المشروع: أطول نهر صناعي في العالم
بالتوازي مع رؤية المملكة 2030 التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تم الإعلان عن مشروع إنشاء أطول نهر صناعي في العالم، الذي يصل طوله إلى 12 ألف كيلومتر. يتوقع أن يتراوح عمق النهر حوالي 4 أمتار وعرضه 11 مترًا، وهو سيقوم بنقل المياه الصالحة للشرب من البحر إلى كافة أنحاء المملكة.
من المقرر أن يتكون النهر من ثلاثة أنابيب ضخمة، يصل قطرها إلى 2.25 متر، وهي مصممة خصيصًا لمقاومة التآكل والصدأ. هذه الأنابيب ستمتد عبر المملكة لتغذي جميع المدن بالمياه العذبة، في واحدة من أكبر شبكات تحلية المياه في العالم.