تعتزم المملكة العربية السعودية إطلاق أحد أضخم مشاريع المياه الصالحة للشرب في العالم، حيث ستقوم بحفر مجرى مائي تحت الأرض بعمق 4 أمتار، وعرض 11 مترًا، وطول يصل إلى 12,000 كيلومتر ويهدف هذا المشروع إلى ضمان إمدادات المياه العذبة لجميع مناطق المملكة وسط طبيعتها الصحراوية.
تصميم المشروع وأبعاده
وفقًا لتقرير مصور بثته قناة “MBC”، يتضمن المشروع إنشاء ثلاثة أنابيب ضخمة داخل المجرى، يبلغ قطر كل أنبوب 2.25 متر. هذه الأنابيب مصنوعة من مواد مضادة للتآكل والصدأ، وتتميز بقدرتها على مقاومة التسريبات، مما يجعلها الخيار الأمثل لنقل المياه عبر مسافات طويلة.
أطول من نهر النيل
فيما وصف المذيع أحمد الشقيري المشروع في تقريره ببرنامج “سين”، قال: “نحن نتحدث عن أنهار تحت الأرض حرفيًا، حيث ستبلغ أطوال الأنابيب الناقلة للمياه العذبة 12 ألف كيلومتر، أي ضعف طول نهر النيل، الذي يُعتبر أطول نهر في العالم بطول 6 آلاف كيلومتر”. وأكد أن هذا المشروع سيغير مفهوم نقل المياه على مستوى العالم، ويضع السعودية في الصدارة.
شبكة نقل مياه هي الأكبر عالميًا
تمتلك السعودية واحدة من أكبر شبكات نقل المياه المحلاة في العالم، حيث يبلغ طول الأنابيب التي تمر تحت المدن السعودية 126 ألف كيلومتر، وهو طول يعادل ثلاث مرات محيط الكرة الأرضية. تُنتج هذه الشبكة يوميًا 9.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، مما يعني أن هذه الكمية كافية لتوفير قارورتين من الماء لكل إنسان على وجه الأرض.
التحديات والتحلية
رغم أن السعودية تقع في منطقة صحراوية ذات موارد مائية محدودة، إلا أنها تتصدر دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بنسبة 18% من الإنتاج العالمي. تنتج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أكثر من مليار متر مكعب سنويًا، عبر 27 محطة تحلية عاملة. ويُعد هذا الإنجاز مصدر فخر للسعودية التي نجحت في تحقيق التوازن بين الاحتياجات المتزايدة للمياه والتنمية المستدامة.
توفير المياه للجميع
أوضح الشقيري أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو تأمين المياه الصالحة للشرب لكل منزل في المملكة، مما يضمن رفاهية السكان الذين يعيشون في قلب الصحراء. وأضاف: “كل هذا العمل الجبار يُنجز لنستيقظ ونفتح الصنبور لنجد المياه متوفرة في منازلنا”.
رؤية طموحة للمستقبل
يمثل هذا المشروع الطموح جزءًا من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز استدامة الموارد المائية، وضمان تلبية احتياجات السكان والمساهمة في التنمية الاقتصادية. ومن خلال استثماراتها في مشاريع التحلية والنقل، تسهم المملكة في تحويل التحديات البيئية إلى فرص ريادية.