في عالمنا المعاصر، أصبحنا محاطين بكثير من الأطعمة المعلبة والمجهزة، ولم نعد نولي اهتمامًا كافيا لما نقدمه لأنفسنا ولأطفالنا من طعام. لكن، هل فكرت يومًا في أن ما تظنه طعاما آمنا قد يحمل في طياته خطرا قاتلا، هذا هو التحذير الذي أطلقته العديد من الأطباء، بما في ذلك الدكتورة “أسماء عبدالرحمن”، التي سلطت الضوء على السموم الخفية التي نصنعها بأيدينا دون أن ندرك عواقبها.
السموم المخبأة في طعامنا
الدكتورة أسماء عبدالرحمن، وهي أخصائية في التغذية العلاجية، أكدت في تصريحات لها أن كثيرًا من الأطعمة التي نستهلكها بشكل يومي تحتوي على مواد قد تؤدي إلى تدهور صحتنا بمرور الوقت. المشكلة ليست في الأطعمة الطبيعية أو الطازجة، ولكن في تلك التي يتم معالجتها وتصنيعها بطرق غير صحية.
المواد السامة التي نتناولها يوميًا
الملونات والمواد الحافظة: تستخدم العديد من الشركات المصنعة مواد حافظة وملونات صناعية لإطالة مدة صلاحية المنتجات وجعلها أكثر جذبا للمستهلكين، لكن هذه المواد قد تتسبب في تفاعلات سامة في الجسم على المدى البعيد، وتؤثر بشكل خاص على الأطفال.
- الدهون المهدرجة: تعتبر الزيوت المهدرجة، التي يتم استخدامها في صناعة السمن الصناعي والمارجرين، من أخطر المواد التي قد يتناولها الشخص بشكل يومي. فهي تحتوي على الدهون المتحولة، التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية.
- السكر المكرر: قد يبدو السكر المحلى أمرًا بسيطًا، ولكن الإفراط في استهلاكه قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل السكري والسمنة وأمراض القلب، السكر ليس فقط في الحلويات، بل في المشروبات الغازية والعصائر الصناعية أيضًا.
- الأطعمة السريعة والمعلبة: تحتوي الأطعمة السريعة على مستويات عالية من الصوديوم والدهون المشبعة، ما يعرض صحة القلب والأوعية الدموية للخطر. كما أن الأطعمة المعلبة تحتوي في بعض الأحيان على مواد سامة مثل “البيسفينول أ” (BPA) التي تستخدم في تصنيع العبوات البلاستيكية.
تأثير هذه المواد على الأطفال
إن تناول هذه المواد السامة يؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين لديهم أجسام حساسة وأجهزة مناعية غير مكتملة. هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل تأخر النمو، اضطرابات السلوك، مشاكل في الجهاز العصبي، وغيرها من الأمراض المزمنة.
كيف نحمي أطفالنا؟
- الابتعاد عن الأطعمة المعالجة: يفضل دائمًا تناول الأطعمة الطازجة التي تحتوي على مكونات طبيعية فقط.
- قراءة المكونات: يجب أن تتعرف على مكونات الأطعمة قبل شرائها. ابحث عن تلك التي تحتوي على أقل عدد ممكن من المكونات الغريبة.
- الطهي في المنزل: يعد الطهي في المنزل أفضل وسيلة لضمان سلامة الطعام الذي يتناوله أفراد الأسرة. استخدم مكونات طبيعية وغير معلبة قدر الإمكان.
- الابتعاد عن المشروبات السكرية: حاول استبدال المشروبات الغازية والعصائر الصناعية بالماء والعصائر الطازجة.
الصحة ليست مجرد حالة من العافية الجسدية، بل هي مسؤولية كاملة تبدأ من ما نأكله ونتناوله يوميًا، إذا لم نتخذ خطوات جادة في تحسين نوعية غذائنا وحماية أطفالنا من السموم الخفية التي نصنعها بأيدينا، فإن العواقب ستكون مدمرة. حافظ على سلامتك وسلامة أسرتك من خلال التوعية والاختيارات الصحية.