“حيلة ذكية جعلت شاعر يكسب لوح من الذهب الثقيل” اغرب قصة ممكن تسمعها في حياتك مش هتصدق عمل ايه !!!

تُعد قصيدة “صوت صفير البلبل” للشاعر العباسي الأصمعي واحدة من أشهر القصائد التي ارتبطت بروح التحدي والذكاء في التراث العربي. تحمل هذه القصيدة في طياتها حكاية طريفة تعكس إبداع الشعراء العرب وقدرتهم على اللعب بالكلمات لتجاوز أصعب المواقف وتُروى القصة بأسلوب يمزج بين الفكاهة والدهاء، مما يجعلها واحدة من روائع الأدب العربي.

قصة قصيدة الاصمعي

في زمن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، كان الأخير يشتهر بحفظه القوي للشعر. كان الخليفة قد وضع تحديًا للشعراء في مجلسه:

  • من يأتي بقصيدة جديدة، ويُثبت أنها من نظمه وليست منقولة عن غيره، سيمنحه وزنها ذهبًا.
  • لكن الخليفة كان يعتمد على ذكائه وحفظه، حيث يحفظ القصيدة من أول مرة تُلقى أمامه. ثم يعيدها على مسامع الشاعر، ويُرددها مرة ثالثة بمساعدة كُتّابه وخدمه الذين يحفظونها أيضًا. بعد ذلك يدّعي أنها قديمة، مما يحرم الشاعر من المكافأة.

عندما علِم الأصمعي بهذه الحيلة، قرر أن يتحدّى الخليفة بقصيدة لا يستطيع حفظها أو تكرارها بسهولة. فجاء بهذه القصيدة التي تبدأ بـ:

صـوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبـي الثَمِلِ

مميزات القصيدة

  1. التلاعب بالألفاظ
    القصيدة مليئة بالكلمات الصعبة والمركبة، مع استخدام مكثف للسجع والجناس.
  2. السرعة والإيقاع
    استخدم الأصمعي إيقاعًا سريعًا يصعّب على السامع حفظ القصيدة أو إعادة ترديدها.
  3. المعاني المتشابكة
    القصيدة تحتوي على معانٍ متداخلة، مما يجعلها أقرب إلى اللغز الشعري.

موقف الخليفة من القصيدة

عندما ألقى الأصمعي القصيدة أمام الخليفة، حاول الأخير حفظها كعادته، لكنه فشل بسبب صعوبة تركيبها وسرعة إلقائها. وعندما طلب منه كتابتها، كشف الأصمعي عن خطة ذكية أخرى: كان قد كتبها على قطعة من الرخام، يصعب نسخها بسهولة.

المكافأة

في نهاية المطاف، اعترف الخليفة بعبقرية الأصمعي، واضطر إلى منحه وزن القصيدة ذهبًا. ويُقال إن الأصمعي كتب القصيدة على قطعة من الحديد، مما زاد من وزنها، وحصل على مكافأة كبيرة.

أهمية القصة

  1. ذكاء الشاعر
    تُبرز القصة عبقرية الأصمعي في تجاوز العقبات وتحقيق هدفه باستخدام الشعر.
  2. أهمية اللغة في التحدي
    اللغة العربية بثروتها من الألفاظ والتراكيب كانت وسيلة للتفوق والابتكار.
  3. البلاغة والتراث
    القصة تُظهر كيف كان الشعر مجالًا للتنافس والإبداع في العصر العباسي، حيث كان الشعراء يتمتعون بمكانة عظيمة.