تمثل إضافة العبارات المميزة في اللغة العربية تجربة لغوية فريدة تظهر غنى هذه اللغة وتعقيداتها إذ يكشف تنوعها اللغوي وعمقها الثقافي، علاوة على إنها تعد تحديًا ممتعًا لفهم وتفسير العبارات والمفردات الفريدة التي تظهر مفاهيم كثيرة بطرق مبتكرة وممتعة، وتعتبر كلمة دلو من بين الألفاظ التي تكثر جموعها في اللغة العربية، على الرغم من ندرة استخدامها، واشتهرت هذه الكلمة في قصة يوسف عليه السلام كونها كانت سبباً في إنقاذ الطفل الذي سيبعث نبياً، ويعود إلى والده بعد سنوات من الفراق بسبب مكيدة إخوته.
ما هو جمع دلو؟
يتم اتخاذ جمع دلو صيغًا مختلفةً، وأبرز هذه الصِيَغ جمع دلو على “دِلاء”، والتي تعتبر من جموع الكثرة على وزن فِعال، ويقوم المعجميون وعلماء الصرف بنقل جموعًا أخرى لكلمة دلو، كما يمكن أن يكون جمع دلو على: أدْلٍ ودُلِيُّ ودِلِيُّ ودَلَى. وأورد بعض هذه الجموع ابن يعيش في “شرح المفصل” وهو يتحدث عن جمع لفظة دم على دماء ودمِيّ. وقال “تجمعه في الكثرة على “دِماءٍ”، و”دُمِيّ” على حد “ظَبْي”، و”ظِباءٍ” و”ظُبِىٍّ” و”دَلْوٍ” و”دِلاءٍ”، و”دُلِيٍّ”.
وفي هذا السياق، كشف محمود صافي في “كتاب الجدول في إعراب القرآن” صيغ هذا الجمع وشكلها قائلا “دلو: اسم جامد لما يُستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبًا، جمعه دلاء بكسر الدال وأدل بتنوين اللام وحذف الواو من آخره، ودُليّ بضمّ الدال وكسرها وتشديد الياء، ودلى بفتح الدال مع ألف مقصورة بعد اللام، ووزن دلو فعل بفتح فسكون”.
وفي لسان العرب قام ابن منظور بالتمييز بين جمع القلة والكثرة وهو يشرح لفظة دلو وأورد في سياق ذلك: “الْجَمْعُ أَدْلٍ فِي أَقل الْعَدَدِ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِوُقُوعِهَا طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ، وَالْكَثِيرُ دِلاءٌ ودُلِيٌّ، عَلَى فُعولٍ، وَهِيَ الدَّلاةُ والدَّلا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ، الْوَاحِدَةُ دَلاةٌ”، ويلاحظ أن واو “دلو” يتم حذفها في بعض الجموع كدلاء، أو تقلب ياء في جموع أخرى مثل “دُلِيٌّ”، الشبيهة بجمع لفظة عصا على عصيّ.
معنى وأصل كلمة دلو
والجدير بالذكر أن الدلو اسم جامد لما يستقى به، يذكّر ويؤنث غالبا، يقال أدلى بدلوه في البئر، إذا أنزله ليسقي الماء، كما يقال كنايةً أدلى بدلوه في الموضوع، إذا شارك برأيه في الأمر، وورد في معاني دلو : علامة للجمال، كما يشير اللفظ إلى معنى الدّاهية والمصيبة، بالإضافة إلى الاسم الجامد، يرد دلو بمعنى المصدر من فعل دَلَا.