اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي تراث ثقافي عميق الجذور يحمل في طياته جماليات فريدة وخصائص لغوية مدهشة. فهي لغة تزدان بأوزانها وإيقاعاتها، وتتميز بتعدد أساليبها في صياغة المفردات والجمع ومن أبرز مظاهر هذا الجمال نظام الجمع الذي يكشف عن تنوع مذهل وثراء يعكس عبقرية العرب في التعبير عن الأشياء. ومن الكلمات التي تحمل طابعاً خاصاً كلمة “كهرباء”، والتي قد يتساءل البعض عن إمكانية جمعها وصيغته.
جمع كلمة كهرباء
كلمة “كهرباء” هي من الكلمات التي تنتمي إلى الألفاظ الحديثة في اللغة العربية، حيث ظهرت مع اكتشاف الكهرباء في القرن التاسع عشر وهي كلمة مؤنثة مفردة تعني الطاقة الكهربائية، وتستخدم للإشارة إلى إحدى أهم الاكتشافات التي غيّرت وجه الحياة البشرية
عند الحديث عن الجمع، فإن كلمة “كهرباء” نادرة الجمع في الاستخدام الشائع، ولكن يمكن جمعها وفق القواعد اللغوية إلى:
كهرباءات: وهو جمع مؤنث سالم، يستخدم للإشارة إلى أنواع أو مصادر مختلفة من الكهرباء.
كَهارِب: وهو جمع تكسير نادر الاستعمال، لكنه ممكن لغوياً، ويضفي طابعاً أدبياً أو شعرياً.
لماذا الجمع قليل الاستخدام؟
- طبيعة الكلمة: كلمة “كهرباء” تُستخدم في الغالب كمفهوم شامل، مما يقلل الحاجة إلى جمعها.
- حداثة المصطلح: كون “كهرباء” مصطلحاً حديثاً، فإنه لم يخضع لكثير من التطورات اللغوية التي طالت المفردات القديمة.
- الاستخدام العلمي: غالباً ما تُستخدم كلمة “كهرباء” في سياقات علمية أو تقنية، حيث يكون الجمع أقل ضرورة.
أمثلة على استخدام الجمع
- في الأدب: “تعددت الكهرباء في حياتنا بين كهرباءات المدن وكهرباءات الريف.”
- في العلوم: “تختلف الكَهارِب في خواصها تبعاً لمصدر إنتاجها.”
- هذه الأمثلة تبين كيف يمكن استخدام الجمع لإضافة عمق أو تنويع في المعنى.
- اللغة العربية تثبت دائماً قدرتها على استيعاب كل جديد وإضفاء لمسة جمالية على المفردات المستحدثة وكلمة “كهرباء” مثال واضح على ذلك، حيث يمكن جمعها بعدة أشكال تظهر مرونة اللغة وثراءها هذه المرونة تجعل اللغة العربية ليست فقط لغة الماضي، بل لككة المستقبل التي تحتضن الابتكار وتتطور مع الزمن.