في اكتشاف مدهش أضاف فصلاً جديدًا إلى تاريخ مصر الفرعوني، عثر علماء الآثار في مدينة أسوان على مدخل مقبرة قديمة داخل مبنى محترق وما أثار الدهشة هو ما تم العثور عليه داخل هذه المقبرة التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، الأمر الذي يعزز أهمية هذا الاكتشاف في فهم عادات وطقوس الموت في مصر القديمة.
علماء الآثار يعثرون على مدخل مقبرة أثرية داخل مبنى محترق تدهش علماء الاثار
في منطقة ضريح أغا خان على ضفاف نهر النيل، اكتشف فريق من علماء الآثار بقيادة البروفيسورة باتريسيا بياسينتيني، مدخل مقبرة عائلية قديمة. المقبرة تقع في مبنى متهدم جراء الحريق الذي أصابه، ما يشير إلى احتمال وجود طقوس أو أعمال حرق قد تمت في الموقع، سواء من قبل من كانوا يؤدون طقوس تقديم القرابين أو لصوص المقابر الذين قد يكونون قد عبثوا بالموقع.
المفاجأة داخل المقبرة
عند دخول المقبرة، كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة للعلماء هي العثور على 30 مومياء محفوظة داخل المقبرة، تتنوع بين كبار السن والأطفال، بمن فيهم حديثو الولادة. من بين المومياوات، تم العثور على حالات تشير إلى أمراض مثل التهاب المفاصل، وهو ما يدل على الظروف الصحية التي كان يعاني منها بعض الأفراد في تلك الفترة. هذه المومياوات تروي قصصًا عن حياتهم ومعاناتهم في العصور القديمة.
التاريخ المبدئي للمقبرة
بينما لم يتم تحديد تاريخ دقيق للمقبرة بعد، إلا أن العلماء يعتقدون أنها تعود إلى الفترة بين العصر البطلمي والروماني، ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادي. إن هذه المقبرة تعتبر واحدة من 300 مقبرة تم اكتشافها في هذه المنطقة، مما يعكس كثافة الأنشطة الدينية والجنائزية في هذه المنطقة من مصر.
الموقع وأهمية الطقوس
البروفيسورة بياسينتيني تفسر الموقع الفريد للمقبرة، حيث يقع المبنى فوق سطح الأرض في موقع قريب من الوادي. ويعتقد أن المبنى كان يستخدم لأغراض دينية، حيث كان يعتبر مكانًا مقدسًا لأداء طقوس تقديم القرابين. هذه القرابين كانت موجهة إلى الإله خنوم، إله الخصوبة الذي كان يحظى بتقدير خاص في أسوان. هذا الاكتشاف يعزز الفكرة أن هذا الموقع كان يمثل نقطة محورية في حياة المصريين القدماء، حيث كانوا يؤمنون بأن الإله خنوم يهب الحياة الأبدية للمتوفين المدفونين في هذه المقابر.
الآثار المدهشة: الطقوس والعناصر المكتشفة
بعيدًا عن المومياوات، عثر العلماء أيضًا على آثار تدل على أداء طقوس دينية. في داخل المقبرة، تم العثور على عظام حيوانات وبقايا نباتات وفواكه، بالإضافة إلى قطع من الأواني وقلادة قديمة وأشياء أخرى تشير إلى أن طقوس القرابين كانت تتم بشكل منتظم في هذا المكان.
ما بعد الاكتشاف: التحليل والتفسير
الخطوة التالية في هذا الاكتشاف ستكون إجراء التحليلات اللازمة لتحديد تاريخ المقبرة بشكل دقيق. التحليل العميق للمومياء والأدوات المكتشفة سيمكن العلماء من فهم أفضل للعادات الجنائزية في هذه الفترة الزمنية، كما سيساعد في تقديم تفاصيل إضافية حول الحياة اليومية والطقوس الدينية التي كانت تمارس في مصر القديمة.