لطالما كان الذهب رمزًا للقيمة والثروة، ويتواجد بكميات هائلة في الطبيعة، ليس فقط في المناجم ولكن أيضًا في مياه البحار والمحيطات. تشير الدراسات العلمية إلى أن مياه البحار تحتوي على كميات كبيرة من الذهب، حيث يُقدر أن هناك حوالي 20 مليون طن من الذهب الذائب في مياه المحيطات ومع أن هذا الرقم يبدو مبهرًا، فإن استخراجه عمليًا يكاد يكون مستحيلًا، وإليك الأسباب.
أسباب صعوبة استخراج الذهب من البحار
1. التركيز المنخفض للذهب:
الذهب الموجود في مياه البحار لا يكون على شكل قطع صلبة أو خام، بل يكون ذائبًا بمستويات شديدة الانخفاض، إذ يُقدر أن تركيز الذهب في كل لتر من ماء البحر يبلغ نحو 13 جزءًا في التريليون. هذه الكمية ضئيلة للغاية بحيث يصعب استخراجها بتقنيات فعالة ومجدية اقتصاديًا.
2. التكلفة الاقتصادية:
تقنيات استخراج المعادن من المياه تتطلب تجهيزات عالية الدقة وتكاليف ضخمة. حتى باستخدام أكثر الوسائل تطورًا، فإن تكلفة استخراج غرام واحد من الذهب من مياه البحر تتجاوز قيمته السوقية بأضعاف، مما يجعل العملية غير مربحة على الإطلاق.
3. التأثير البيئي:
استخراج الذهب من مياه البحار يتطلب معالجة كميات هائلة من المياه، وهو ما يؤدي إلى اضطرابات بيئية هائلة، تشمل تلوث المياه، تهديد الحياة البحرية، واستنزاف الموارد المائية.
4. الابتكارات غير الكافية:
بالرغم من التقدم التكنولوجي الكبير، فإن التقنيات الحالية لا تزال غير قادرة على التعامل مع التعقيد الكيميائي والفيزيائي للذهب الذائب بطريقة فعالة ومستدامة.
ثروة طبيعية تتجاوز قدرة الانسان
رغم وجود كميات ضخمة من الذهب في مياه البحار، فإن العوائق الاقتصادية، التقنية، والبيئية تجعل استخراجه غير عملي حتى الآن يبقى هذا الذهب بمثابة كنز طبيعي مغمور، يذكرنا بثروات الطبيعة التي تتجاوز قدرة الإنسان على استغلالها.