في 25 ديسمبر 1983، اتخذ أبو زكور من مدينة حلب السورية قرارًا غير معتاد: أن يرتدي اللون الأصفر فقط، معتبرًا أنه رمز للحب. منذ ذلك اليوم، لم يُشاهد أبو زكور إلا مرتديًا الملابس الصفراء، سواء كانت قمصانًا، بناطيل، أو حتى ملابس داخلية. إذا لم يجد شيئًا باللون الأصفر، كان يستخدم طلاء الأظافر لتحويله إلى اللون الذي يعشقه هذا الشغف لم يقتصر على الملابس فقط، بل امتد ليشمل هاتفه المحمول، مظلته، وحتى الأغراض المنزلية كأغطية الأسرة ومفارش الطاولات.
الرجل الأصفر يتحدث
في تصريح لشبكة الأخبار الصينية “شينخوا”، قال أبو زكور: “اللون الأصفر بالنسبة لي يمثل الحب. لم أكن أعلم أن هذا القرار سيستمر لـ35 عامًا، لكنني لا أستطيع تخيل نفسي بلون آخر ارتداء لون غير الأصفر يجعلني أشعر بالغرابة”. هذا التزام فريد جعله شخصية بارزة، حتى لقب بـ”رجل حلب الأصفر”.
اللون الأصفر في حياته اليومية
حياة أبو زكور ليست مجرد اختيار للملابس، بل هي انعكاس لشغفه بهذا اللون. منزله في حي المعري بحلب يزهو باللون الأصفر؛ من أغطية الطاولات إلى سلة المهملات بالنسبة له، الأصفر ليس مجرد لون بل فلسفة حياة، جعلت منه شخصية مميزة في مدينته، حتى أنه أصبح رمزًا ثقافيًا خلال سنوات الحرب في سوريا.
مع مرور الوقت، تعرض أبو زكور لشائعات واتهامات، حيث زعم البعض أنه جاسوس، بينما ربطه آخرون بجماعات إرهابية. في عام 2013، انتشر مقطع فيديو يُظهر تعرضه للضرب من قبل “الجيش السوري الحر”، متهمين إياه بالولاء لنظام معين. وعلى الرغم من إنكاره الصلة بأي طرف سياسي، استمر الاعتداء عليه.
على الرغم من الصراعات التي مرت بها حلب، ظل أبو زكور رمزًا للثبات والتميز. اختياره للون الأصفر أصبح تعبيرًا عن التفرد، ورغم الظروف الصعبة، بقي اللون الأصفر جزءًا لا يتجزأ من هويته.