في اكتشاف مذهل جرى في مدينة أسوان جنوب مصر، عثر علماء الآثار على مدخل مقبرة قديمة مدفونة داخل مبنى محترق، مما فتح بابًا أمام المزيد من الألغاز التاريخية حول الفترات الزمنية التي تعود إليها هذه المقبرة.
اكتشاف مدخل مقبرة أثرية تساوي” 100 مليون دولار ” وسط أنقاض مبنى محترق
كشف فريق من علماء الآثار عن 30 مومياء تتراوح أعمارها بين كبار السن والأطفال، بمن فيهم حديثو الولادة. وتظهر الأدلة في المقبرة أن العديد من هؤلاء الموتى كانوا يعانون من التهابات المفاصل، وهو ما يشير إلى حياة مهنية أو اجتماعية قاسية تركت آثارًا صحية واضحة على أجسادهم. ويعتبر هذا الاكتشاف من بين أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة في المنطقة.
تاريخ المقبرة والغموض الذي يكتنفها
حتى الآن، لم يتمكن الخبراء من تحديد تاريخ المقبرة بدقة، لكن التقديرات تشير إلى أنها تعود إلى الفترتين البطلمية والرومانية. يعتقد العلماء أن المقبرة قد تكون استخدمت لدفن أفراد عائلة واحدة على مدار قرون، ما يعكس الاستمرار العميق للتقاليد الدينية والدفنية في تلك الحقبة الزمنية، الممتدة من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد.
الموقع والمبنى المحترق
ما يميز هذا الاكتشاف بشكل خاص هو موقع المقبرة داخل مبنى محترق على سطح الأرض. يعتقد العلماء أن المبنى كان يستخدم في طقوس دينية مرتبطة بالقرابين، ويحتمل أن يكون قد تم تخصيصه للإله خنوم، إله الخصوبة الذي كان يُحترم بشكل كبير في أسوان. هذا الاكتشاف يعزز فرضية أن المقبرة كانت جزءًا من مكان مقدس كان يستخدم لتقديم القرابين، وهو ما يعكس تطور الممارسات الدينية في المنطقة.
آثار الحريق وطقوس القرابين
عثر العلماء داخل المبنى على آثار حريق على الجدران، مما يشير إلى احتمالية وجود لصوص مقابر أو أن هذا الحريق قد يكون نتج عن طقوس دينية قديمة. ومن الجدير بالذكر أن العلماء اكتشفوا عظام حيوانات وبقايا نباتات وفواكه، بالإضافة إلى قطع إناء وقلادة وأشياء أخرى قد تكون جزءًا من تلك الطقوس التي كانت تجرى في هذا المكان.
تحليل الاكتشافات
البروفيسورة باتريسيا بياسينتيني وفريقها أشاروا إلى أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به لفهم تفاصيل هذه المقبرة بشكل أفضل. سيتطلب الأمر المزيد من التحليل المعمق لتحديد عمر المقبرة وتفسير المعاني الثقافية والدينية المرتبطة بها. كما ستفتح هذه الاكتشافات المجال لمزيد من الأبحاث حول تطور العادات الجنائزية في مصر القديمة.