“مصر كلها أتمكلمت عنه”..إجابة طالب في الأمتحان جعلت المصحح يحوله إلى مستشفى الإمراض العقلية

في عالم الامتحانات المدرسية، نجد أن الطلاب لا يقتصرون فقط على تقديم إجابات تقليدية أو دقيقة، بل قد تفاجئنا أحيانًا إجاباتهم الغريبة والطريفة. فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، ملاذًا لمشاركة هذه الإجابات المدهشة التي تثير الاستغراب وتدفع البعض للتساؤل عن طبيعة تفكير هؤلاء الطلاب. إحدى الصور التي انتشرت مؤخرًا على المنصات الاجتماعية كانت ورقة إجابة من طالب في الصف الرابع الابتدائي، حيث علَّق المعلم على الإجابة قائلاً: “لن تجدوا شيئًا تحت الصفر”. فما الذي دفع هذا الطالب لكتابة هذه الإجابة؟ وهل كانت هناك نية وراء ذلك؟

من المثير أن بعض الإجابات التي يظهرها الطلاب على أوراقهم ليست بالضرورة نتاج قلة فهم للدرس، بل قد تكون تعبيرًا عن خيال فني أو محاولة يائسة للفت انتباه المعلم. ففي حالٍ مثل هذا، كتب أحد الطلاب أن الضفادع “مشروبات محظورة”، بينما اعتقد آخر أن مجرى البول ينتمي إلى القلب! يبدو أن بعض الطلاب يتخذون الإجابة على هذا النحو الساخري كوسيلة للتعامل مع ضغوط الامتحانات.

قد يعود هذا النوع من الإجابات إلى عوامل عدة، أبرزها ضعف التحصيل الدراسي. فعندما يلاحظ المعلم أن الطلاب لم يفتحوا الكتب أو يراجعوا دروسهم بجدية، يكون التصرف الأكثر سلاسة لهم هو محاكاة الإجابة بالشكل الذي يتصورونه قد يجذب انتباه المعلم. في بعض الحالات، يلجأ الطلاب إلى كتابة قصائد أو ردود غير مباشرة على أمل أن تكون هذه المحاولات الطريفة كافية للحصول على تقدير من المصحح.

أما في حالات أخرى، قد يعمد الطلاب إلى إعادة صياغة السؤال بأشكال مختلفة، معتقدين أن هذا سيوهم المصحح بأنهم قد قدموا إجابة صحيحة. قد يظن هؤلاء أن الإجابة الغريبة أو النصوص غير التقليدية يمكن أن تُخدع المعلم وتجعله يغفل عن حقيقة أنهم لم يجيبوا على السؤال بالشكل الصحيح.

في النهاية، تبقى هذه الظواهر محط جدل بين المعلمين والطلاب، وأحيانًا تحمل في طياتها مزيجًا من الفكاهة، والهروب من المسؤولية، أو ببساطة التعبير عن حالة من الإحباط أو الضغط. ولكنها تظل تذكيرًا بأن التجارب المدرسية مليئة بالحكايات التي تتراوح بين الجدية والتسلية، وأن التفكير الإبداعي في بعض الأحيان قد يكون أكثر غرابة مما نتوقع.