اكتشاف حقل “ظهر” العملاق في البحر المتوسط أحدث صدمة كبرى في أسواق الطاقة العالمية حيث تمتلك مصر الآن أكبر احتياطي غاز في المنطقة بإنتاج يصل إلى 30 تريليون قدم مكعبة مما يعادل 5.4 مليار برميل نفط مكافئ وهذا الإنجاز يعيد تشكيل موازين القوى في قطاع الطاقة ويضع مصر في منافسة مباشرة مع عمالقة النفط مثل السعودية والإمارات وآثار اكتشاف حقل الغاز العملاق “ظهر” في البحر المتوسط تحولًا كبيرًا في قطاع الطاقة العالمي، حيث أعاد مصر إلى صدارة الدول المنتجة والمصدّرة للطاقة مما يجعلها منافسًا قويًا لكبار منتجي النفط والغاز.
كيف بدأ اكتشاف أكبر حقل غاز في البحر المتوسط
بدأت القصة عام 2014 عندما أبرمت مصر اتفاقية مع شركة “إيني” الإيطالية للتنقيب في منطقة امتياز شروق البحرية وفي عام 2015 أعلنت الشركة عن اكتشاف حقل ظهر على مساحة 100 كيلومتر مربع وعلى عمق مياه يبلغ 1450 مترًا ويُقدّر احتياطي الحقل بـ30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي مما يجعله الأكبر في البحر المتوسط.
أرقام قياسية في الإنتاج والتنمية
بدأ الإنتاج التجريبي من الحقل في ديسمبر 2017 وافتتح رسميًا في يناير 2018 وبحلول العام المالي 2021-2022 ارتفع إنتاج الحقل إلى 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا مما يعادل 40% من إنتاج مصر من الغاز وبلغت الاستثمارات في الحقل أكثر من 12 مليار دولار حتى منتصف 2022 مع توقعات بوصولها إلى 15.6 مليار دولار عند اكتمال المشروع.
تأثير حقل ظهر على الاقتصاد المصري
أسهم الحقل في تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الغاز الطبيعي في سبتمبر 2018 بعد سنوات من الاعتماد على الاستيراد ، وارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى 6.5 مليون طن في 2021 مسجلة أعلى نسبة نمو سنوية في العالم العربي بنسبة 385% وعزز الحقل مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة الغاز الطبيعي مما يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد الوطني.
الشراكات الدولية في حقل ظهر
تمتلك مصر 50% من الحقل عبر الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيغاس” ، وتتوزع الحصص الأخرى بين شركات عالمية مثل إيني (25%)، روسنفط الروسية (15%)، مبادلة الإماراتية (5%)، وشركة النفط البريطانية بي بي (5%) وتم تأسيس شركة “بتروشروق” بالشراكة مع “إيني” لتطوير المشروع وإدارته.
هل ينافس حقل ظهر السعودية والإمارات
مع احتياطي هائل يعادل أكثر من 135% من احتياطي الزيت الخام الحالي في مصر وأصبح حقل ظهر منافسًا قويًا للدول الكبرى مثل السعودية والإمارات وقدرته الإنتاجية وتأثيره الاقتصادي يجعلان مصر لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي.