في حدث تاريخي مثير، أعلنت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بول فاليري مونبلييه عن اكتشاف مجموعة نادرة من اللوحات والنقوش المصغرة لملوك مصر القديمة تحت مياه نهر النيل في أسوان و يعتبر هذا الاكتشاف من أبرز وأهم الاكتشافات الأثرية في المنطقة، حيث يفتح بابًا جديدًا لفهم تاريخ مصر القديمة ويعزز من قيمة التراث المصري الغارق الذي طالما كان محط أنظار العلماء والباحثين.
اكتشاف مذهل في قاع نهر النيل المصري يهز العالم ويُحدث زلزالًا مرعبًا في العلم الحديث
تتمثل أهمية هذا الاكتشاف في أنه يضع أسسًا جديدة لفهم عميق لتاريخ مصر القديمة، ويعتبر بمثابة زلزال علمي سيغير العديد من المفاهيم التاريخية المألوفة. فقد كانت النقوش المكتشفة تعتبر مخفية ومجهولة لعدة عقود، حيث تم العثور عليها أثناء تنفيذ مشروع المسح الأثري الفوتوغرافي تحت مياه نهر النيل، وهو الأول من نوعه في هذه المنطقة. ومن خلال هذا المشروع، الذي يهدف إلى دراسة النقوش الصخرية بين خزان أسوان والسد العالي، استطاعت البعثة الكشف عن معلومات غنية ودقيقة عن بعض من أشهر ملوك مصر القديمة.
الملك أمنحتب الثالث وملوك آخرون في النقوش المكتشفة
من بين النقوش المكتشفة، تظهر صور ومعلومات مثيرة حول عدد من الملوك البارزين في تاريخ مصر القديمة، وعلى رأسهم الملك أمنحتب الثالث، والملك تحتمس الرابع، والملك بسماتيك الثاني، والملك إبريس. ووفقًا لما صرح به الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بدأت البعثة أعمال موسمها الأول في المنطقة المحيطة بجزيرتي فيلة الأصلية وكونوسوس، حيث تتمتع النقوش بحالة حفظ ممتازة.
تقنيات حديثة للكشف والتوثيق
استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة كان حجر الزاوية في هذا الاكتشاف الاستثنائي. فقد استخدمت البعثة تقنيات غوص متقدمة بالإضافة إلى تقنيات المسح الأثري، والتصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت الماء. من أبرز هذه التقنيات كانت تقنية التصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري)، التي سمحت للبعثة بإنشاء خرائط دقيقة للمنطقة وتحليل النقوش بشكل علمي، مما يوفر قاعدة بيانات غنية لعلماء الآثار لدراسة هذا التراث الفريد.
الحفاظ على النقوش الأثرية
لقد أولت البعثة اهتمامًا كبيرًا لعملية الحفاظ على النقوش المكتشفة، حيث تم إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد لهذه النقوش باستخدام أحدث التقنيات. هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في الحفاظ على هذه الآثار الفريدة، كما تساعد العلماء والباحثين في دراسة هذه النقوش بشكل علمي دقيق، ما يعزز فهمنا للفترات التاريخية الهامة التي شهدتها مصر القديمة. وتعتبر هذه النقوش بمثابة جسر بين العصور القديمة والحديثة، مما يسهم في بناء صورة أكثر وضوحًا حول تاريخ ملوك مصر القديمة وحضارتهم.