في خطوة قد تغير مفاهيمنا حول التطور والحفاظ على البيئة، يسعى العلماء حاليًا إلى تحقيق مشروع طموح يهدف إلى إعادة إحياء الماموث الصوفي، وهو أحد الحيوانات العملاقة التي انقرضت قبل أكثر من 4,000 عام يعتمد المشروع على الجمع بين علوم الجينات والتكنولوجيا المتقدمة، مع هدف واضح يتمثل في إعادة دمج هذا الكائن في النظم البيئية الحديثة.
حقيقة احياء الماموث الصوفي
الماموث الصوفي هو أحد أقارب الفيلة الحديثة، عاش في العصور الجليدية وتكيف مع المناخات الباردة بفضل فرائه الكثيف وأنيابه الطويلة. انقرض هذا الحيوان نتيجة التغيرات المناخية والصيد الجائر الذي مارسه البشر الأوائل، ليبقى ذكرى من الماضي يحمل معه أسرار العصور الجليدية.
كيف تتم عملية الإحياء؟
يعتمد المشروع على تقنيات حديثة في علم الجينات، وتتضمن العملية الخطوات التالية:
- استخلاص الحمض النووي: يتم استخراج أجزاء من الحمض النووي من بقايا ماموث محفوظة في التربة الجليدية.
- تحرير الجينات: يُدمج الحمض النووي للماموث مع الحمض النووي للفيلة الآسيوية، باستخدام تقنية “CRISPR” لتحرير الجينات.
- زرع الجنين: يتم زرع الجنين المعدل في رحم أنثى فيل آسيوي، التي ستصبح المضيفة للحمل.
أهداف مشروع الماموث
لا يقتصر المشروع على إحياء كائن منقرض فحسب، بل يسعى لتحقيق أهداف بيئية هامة، أبرزها:
- إعادة التوازن البيئي: يُعتقد أن وجود الماموث في المناطق الباردة كسيبيريا قد يساعد في تقليل انتشار النباتات الخشبية وتحفيز نمو الأعشاب، مما يعيد النظام البيئي القديم.
- مكافحة التغير المناخي: من المتوقع أن يساهم الماموث في تقليل ذوبان التربة الجليدية الدائمة عبر الحد من امتصاص الحرارة في الأراضي العارية.
على الرغم من الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع عقبات تتعلق بالجوانب الأخلاقية والعملية.