تعتبر الامتحانات محطات حاسمة في حياة كل طالب حيث يسعى الجميع لإثبات معرفتهم واستيعابهم للمواد الدراسية، لكن أحيانا تبرز مواقف غير متوقعة تقلب الموازين وتجعلنا نعيد التفكير في الطريقة التي يتم بها تقويم الطلاب، مؤخرا شهدت إحدى قاعات الامتحانات موقفا صادما أثار ضجة واسعة في المجتمع التعليمي حيث تفاعل الكثيرون مع إجابة طالب في امتحان مادة التاريخ حول سؤال “ماذا فعل الرومان عند عبورهم البحر الأبيض المتوسط؟” والتي كانت إجابة الطالب غير تقليدية تماما “قاموا بتجفيف ملابسهم من الماء”، هذه الإجابة التي قد تبدو غير منطقية للوهلة الأولى ألهبت وسائل التواصل الاجتماعي وفتحت النقاش حول عدة قضايا في العملية التعليمية أبرزها التقييم الأكاديمي وفهم المعلمين لاحتياجات الطلاب وكذلك الصحة النفسية في البيئات التعليمية.
الامتحانات تحت الضغط بين المذاكرة والتوتر النفسي
تعد قاعات الامتحانات مواقع لاحتدام التوتر والقلق لدى الطلاب فالضغط لتحقيق النجاح قد يكون هائلا خصوصا عندما يتعلق الأمر بمواد ثقيلة كالتاريخ التي تتطلب فهما دقيقا للأحداث والشخصيات، في مثل هذه اللحظات يصبح التركيز على الحلول الأكاديمية شاقا خاصة بالنسبة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في الاستيعاب أو الذين يتعرضون لضغوط خارجية، ففي هذه البيئة المشحونة بالتوتر من الممكن أن تحدث حالات غير متوقعة كما حدث مع الطالب الذي فاجأ معلمه بإجابة على سؤال تاريخي عن الرومان.
إجابة الطالب كانت ربما تعكس حالة من الضياع أو الارتباك وهو ما يمكن أن يسهم في فهم الدوافع وراء هذا الخطأ غير المألوف، بينما كان السؤال يتطلب إجابة أكاديمية تستعرض تاريخ الرومان اختار الطالب الإجابة بشكل ساخر وغير عقلاني وهو ما قد يكون مؤشرا إلى التوتر الذي يعيشه في تلك اللحظة، ربما كانت هذه الإجابة هي طريقة الطالب للتعبير عن القلق الذي يشعر به نتيجة لضغط الامتحان أو محاولته للتخلص من حالة التشويش التي كان يمر بها.
رد فعل المعلم
عندما قام المعلم بتصحيح ورقة الطالب كانت ردود فعله عاصفة، ففي تصريح صادم قال المعلم إنه “قرر التوقف عن التدريس بعد هذه الإجابة”، رد الفعل هذا لم يكن مجرد تعبير عن الإحباط بل كان مؤشرا على الضغط الكبير الذي يشعر به المعلمون في ظل بيئة تعليمية قد لا تكون داعمة بما فيه الكفاية، بالطبع هذه الإجابة قد تكون غير متوقعة بالنسبة للمعلم لكن التصريح “التوقف عن التدريس” يعكس جانبا آخر من المعضلة، شعور المعلمين بالعجز في التعامل مع الطلاب في ظل منظومة تعليمية تفتقر أحيانا إلى الدعم النفسي أو الفهم العاطفي لحالات الطلاب.
هذا الموقف يعكس واقعا صعبا يعيشه المعلمون في مدارس عديدة حيث يتعين عليهم التوفيق بين تقديم محتوى أكاديمي وإدارة قاعات مليئة بالطلاب الذين قد يعانون من ضغوط حياتية أو تعليمية، المعلم هنا لم يكن فقط محبطًا من مستوى الإجابة بل كان يعبر عن ضغوطه الشخصية أيضا.
تفاعل المجتمع
مع انتشار القصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي اختلفت ردود الفعل بشكل كبير، بعض الأشخاص تناقلوا القصة بشكل فكاهي مؤكدين أن الطالب ربما كان “في عطلة على الشاطئ مع الرومان” في إشارة إلى أن الإجابة كانت غير جدية، هذه الردود الساخرة ربما تشير إلى أن الكثيرين يرون الموقف من زاوية ترفيهية ويختصرون الأمر في إطار الضحك على الخطأ الأكاديمي.
لكن في المقابل ظهرت ردود فعل أخرى تعاطفت مع الطالب معتبرة أن الأخطاء جزء من عملية التعلم وأكدت أهمية وجود بيئة تعليمية تحتفل بالتجربة والفهم العميق وليس مجرد تكرار الحفظ وقد أشار البعض إلى أنه كان يجب على المعلم أن يتعامل مع الإجابة بروح من التفهم والمرونة بدلا من اتخاذ موقف سلبي قد يؤثر على الطالب نفسيا.