يعد طائر أبو مركوب من الطيور الكبيرة، إذ يبلغ طوله نحو 120 سنتيمترًا، ووزنه يصل إلى سبعة كيلوغرامات، ويمتد طول جناحيه إلى حوالي 2.30 متر، مما يتيح له التحليق بسهولة رغم حجمه الكبير، ويتميز الذكر بحجمه الأكبر مقارنة بالأنثى، ويغطي جسده ريش رمادي مزرق يضفي عليه مظهرًا فخمًا وغريبًا. يمتلك الطائر ساقين طويلتين وعنقًا قويًا يساعده على التنقل في بيئته المائية.
طائر أبو مركوب: عملاق المستنقعات وسيد التنوع البيئي
يعتبر طائر أبو مركوب، المعروف أيضًا باسم “حذاء النيل الأبيض” أو “رأس الحوت”، من أبرز وأغرب الطيور التي تجذب الأنظار بطبيعتها المميزة وصفاتها الفريدة، ويتميز هذا الطائر بمنقاره الضخم الذي يتجاوز حجم رأسه، مما يمنحه مظهرًا غريبًا يميزه عن باقي الطيور، ويعيش في مستنقعات أعالي نهر النيل، من السودان إلى جنوب الكونغو، حيث يجد بيئته المثالية للتكيف والبقاء.
نظام غذائي واسع النطاق
يتميز طائر أبو مركوب بنظام غذائي متنوع للغاية. فهو يتغذى على الزواحف، الضفادع، الثعابين، الفئران، الطيور الصغيرة، والأسماك، وقد لوحظ أنه يستطيع اصطياد التماسيح الصغيرة بمنقاره الضخم، وأثناء تناول الأسماك، يقطع الطائر رأس الفريسة قبل أن يبدأ في التهامها، مما يعكس دقة وسرعة مذهلة في الانقضاض.
سلوكيات التزاوج والتكاثر
يصل طائر أبو مركوب إلى مرحلة النضج الجنسي بعد ثلاث إلى أربع سنوات، ويمكنه العيش حتى عمر 35 عامًا، ويتزاوج خلال موسم الجفاف لتفادي الفيضانات، حيث يبني أعشاشه في المستنقعات الموحلة، وتضع الأنثى ما بين بيضتين إلى ثلاث بيضات، وتستمر فترة حضانة البيض حوالي 30 يومًا، يتشارك الزوجان مسؤولية حضن البيض وحراسة الأعشاش.
تصنيفه وأهميته البيئية
واجه العلماء صعوبة في تصنيف طائر أبو مركوب ضمن جنس محدد، نظرًا لتشابهه مع طيور البجع والقلق ومالك الحزين، وتم تصنيفه في النهاية كجنس مستقل بذاته، ويعكس هذا الطائر أهمية التنوع البيئي والتكيف الفريد مع الطبيعة، حيث يُعد جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي لمستنقعات نهر النيل.