طائر “أبو مركوب”، أو “حذاء النيل الأبيض”، أو “رأس الحوت”، هو أحد الطيور الفريدة التي عرفت بهذه الأسماء نظرا لمظهره الغريب هذا الطائر استوطن قارة إفريقيا منذ آلاف السنين، حيث يعيش في مستنقعات نهر النيل، بدءًا من السودان مرورا بأوغندا وصولًا إلى جنوب الكونغو والمناطق المجاورة أطلق علماء الطيور هذا الاسم على الطائر بسبب منقاره الكبير الذي يفوق حجمه رأسه بأكثر من ضعفين، إذ يصل طوله إلى 23 سنتيمترًا.
يعتبر طائر أبو مركوب من الطيور الكبيرة، إذ يبلغ طوله نحو 120 سنتيمترا، ويزن حوالي سبعة كيلوغرامات أما جناحيه فيمتدان إلى نحو 2.30 متر ويتميز الذكر في هذا النوع بحجمه الأكبر وريشه الرمادي المزرق، وذراعين طويلتين، ورأس يشبه الحذاء، ولهذا يُطلق عليه السودانيون “ذو الحذاء”.
أما عن تغذيته، فيتميز طائر أبو مركوب بشراهته في تناول أي كائن حي يتحرك فقد تم رصد هذا الطائر وهو يلتهم الفئران والزواحف والضفادع والثعابين، بالإضافة إلى الطيور الصغيرة والأسماك، وحتى التماسيح الصغيرة ويعد من المفترسات الصامتة التي تنتظر لحظة الهجوم بسرعة ودقة، حيث يقوم بابتلاع فريسته في ثوانٍ قليلة وعندما تكون فريسته سمكة، فإنه يبدأ بقطع رأسها قبل ابتلاعها.
طائر أبو مركوب له سلوكيات مميزة جدًا فهو يفضل العيش منفردًا، ولا يتجمع مع أفراد فصيلته إلا خلال موسم التزاوج، ليعود بعدها إلى العزلة ورغم مظهره المخيف، فهو طائر هادئ الطباع وقليل الحركة في موسم التزاوج، يتواصل الذكر مع الأنثى عن طريق الصوت.
ينضج طائر أبو مركوب جنسيا بعد ثلاث إلى أربع سنوات، ويمكن أن يعيش حتى 35 عاما يفضل هذا الطائر التزاوج خلال موسم الجفاف لحماية الأعشاش من الفيضانات وعادة ما يبني عشه في المستنقعات، حيث تضع الأنثى بيضتين أو ثلاث بيضات، وتستمر فترة الحضانة 30 يومًا، مع تبادل الحراسة بين الزوجين.
ورغم مكانته الفريدة، فإن طائر أبو مركوب مهدد بالانقراض، حيث تشير منظمة حياة الطيور إلى أنه لا يوجد في البرية سوى حوالي 8000 طائر فقط ويرجع السبب الرئيس في هذا التهديد إلى تدمير الإنسان لبيئته الأصلية، من خلال تحويل المستنقعات إلى أراضٍ زراعية، بالإضافة إلى الصيد الجائر والاتجار بهذا الطائر بسبب شكله الغريب.