في عوالم الفلسفة، الأسئلة غالبًا ما تحمل أبعادًا أعمق من الإجابات، إذ تفتح آفاقًا للتأمل والتساؤل عما نعتبره بديهيًا. ومن بين تلك الأسئلة التي تثير التفكير، كان سؤال طرحه أستاذ جامعي لطلابه: “كيف يمكن إخفاء الكرسي؟” ما بدا كسؤال بسيط سرعان ما تحول إلى تمرين فكري عميق، كشف عن إجابة غير متوقعة من أحد الطلاب، تميزت بعمقها الفلسفي.
تحدى دكتور جامعي الطلاب
في إحدى حصص الفلسفة، قرر الأستاذ أن يضع طلابه أمام سؤال يبدو بسيطًا لكنه يتطلب تفكيرًا عميقًا. سألهم: “كيف يمكن إخفاء الكرسي؟”
توالت الإجابات من الطلاب؛ أحدهم اقترح تغطيته ببطانية، وآخر رأى وضعه في خزانة حلاً مناسبًا. البعض لجأ إلى الخيال، متحدثًا عن استخدام السحر أو تكنولوجيا متطورة لجعله غير مرئي وبينما كانت الإجابات تتنوع بين الإبداع والتقليدية، وقف طالب واحد ليقدم إجابة لم تخطر على بال أحد.
الإجابة غير المتوقعة: “أي كرسي تقصد؟”
نظر الطالب إلى الأستاذ وقال بثقة: “أي كرسي تقصد يا دكتور؟”
في البداية، بدت الإجابة وكأنها محاولة للمراوغة، لكنها في حقيقتها كانت محملة بدلالات فلسفية عميقة. بدلاً من التركيز على كيفية الإخفاء، شكك الطالب في وجود الكرسي نفسه أو في طبيعة السؤال المطروح.
المعنى الفلسفي وراء الإجابة
إجابة الطالب لم تكن مجرد رد بسيط، بل حملت مفهومًا أساسيًا في الفلسفة: التساؤل عن الوجود ذاته.
هل الكرسي موجود بالفعل، أم أننا نفترض وجوده بناءً على توقعاتنا الحسية؟
ما هو “الكرسي”؟ هل هو مجرد مادة مادية، أم فكرة تتشكل في أذهاننا؟
الفلسفة تهتم بالسؤال أكثر من الإجابة، وهذا ما فعله الطالب. بإجابته، لفت الانتباه إلى أن إخفاء الكرسي لا يمكن بحثه دون التحقق أولاً من وجوده وفهم معناه. في سياق الفلسفة، المفاهيم البسيطة مثل “الكرسي” قد تتجاوز حدود الملموس إلى عالم الأفكار، حيث يمكن أن يكون الشيء موجودًا أو غير موجود بناءً على إدراكنا له.