النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجه أي أمر إلا وكان فيه حكمة عظيمة، سواء أكانت تلك الحكمة تتعلق بالدين أو الصحة أو حماية الإنسان من الضرر. ومن بين هذه التوجيهات النبوية، نجد الأمر بقتل البرص أو الوزغ، قد يتساءل البعض لماذا هذا التشديد على قتل هذا الكائن؟ في الحقيقة، الإجابة تحمل أبعاد دينية وصحية تعكس عمق الحكمة النبوية.
البرص ومشاركته في حادثة النار مع إبراهيم
في التراث الإسلامي، ورد أن البرص كان من بين الكائنات التي حاولت إيذاء نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما القي في النار، ففي الوقت الذي سعت فيه جميع الكائنات لإطفاء النار أو على الأقل لم تتدخل، كان البرص ينفخ النار محاول إشعالها أكثر لإلحاق الضرر بالنبي الكريم، بناء على ذلك، جاءت التوصيات النبوية بقتل البرص كرمز للشر والمساهمة في إحقاق العدالة، في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل وزغرفي أول ضربة كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك، هذه الأحاديث تؤكد أن قتله لا يحمل فقط بعد ديني، بل يحقق أجر عظيم للمسلم.
البرص كخطر على الصحة العامة
عند النظر إلى الجانب العلمي والصحي، نجد أن البرص يعد ناقل محتمل للعديد من الجراثيم والبكتيريا الخطيرة، يعيش هذا الكائن غالبا في أماكن مظلمة ورطبة، مما يجعله عرضة لالتقاط مسببات الأمراض، من أخطر الأمور التي قد يتسبب بها البرص هو تلويث الطعام والشراب عند مروره عليها أو سقوط فضلاته فيها، البعض قد يستهين بوجود البرص في المنازل، لكنه قد يكون سببا في انتشار أمراض معوية خطيرة، مثل السالمونيلا، التي تنتقل عن طريق الطعام الملوث، لذا فإن قتله يعد وسيلة وقائية فعالة لحماية صحة الأسرة وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض.