قرارات حاسمة وإجراءات استثنائية أقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فى أسبوعه الأول من ولايته الرئاسية الثانية، ليثير جدلاً واسعاً فى دوائر أنصاره، وارتباكاً لا يمكن اغفاله فى معسكرات الخصوم، ليضع المجتمع الدولى والقوي الدولية والإقليمية الفاعلة أمام تحديات كبرى ستمتد لأربع سنوات مقبلة.
ووقع ترامب عشرات الأوامر التنفيذية أمام كاميرات وسائل الإعلام في المكتب البيضاوي معظمها يعكس قرارات اتخذها سلفه جو بايدن، ومن المتوقع ان تشعل إجراءات إدارة ترامب الجديدة موجة من الدعاوي القانونية في الولايات الديمقراطية الرافضة لقراراته خاصة المتعلقة بالهجرة والمواطنة بالولادة.
3 أيام بقرارات استثنائية .. ماذا فعل ترامب منذ العودة للبيت الأبيض
ووقع ترامب عدد من الأوامر التنفيذية فور انتهاء خطاب التنصيب، ومن أبرز تلك القرارات الأوامر التنفيذية المتعلقة بملف الهجرة، وتعمل العديد من أوامر ترامب على الحد من الهجرة على الحدود الجنوبية، حيث وعد بشن أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ أمريكا.
ومن بين قراراته الأوامر التنفيذية الخاصة بإعلان الطوارئ الوطنية على حدود المكسيك، حيث أعلن ترامب حالة الطوارئ على الحدود المشتركة وتعهد بنشر قوات في المنطقة، بما فى ذلك الحرس الوطنى، كما أصدر تعليماته لوزيري الدفاع والأمن الداخلي ببناء حواجز حدودية إضافية.
ووقع ترامب أمراً تنفيذيا ينهي بموجبه حق المواطنة بالولادة، إلا أن القضاء عرقله حتي الآن، فيما يرى مراقبون أن هذه هي الخطوة الأكثر جرأة، معتبرين أن سلب حق المواطنة بالولادة في امريكا لأولئك الذين ولدوا لمهاجرين غير موثقين سيعقبه مواجهات قضائية عنيفة بين البيت الأبيض والمعارضين.
في سياق متصل، وقع ترامب على أمر بانسحاب الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر للغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، من معاهدة المناخ، وبعد انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، قرر الملياردير الامريكي مايكل بلومبرج تحمله مساهمة بلاده بدلا من الحكومة في التمويل.
عفو رئاسي وكارت أحمر للمتحولين جنسياً
وأصدر ترامب عفواً عن الغالبية العظمى من المتهمين في أحداث 6 يناير المعروفة إعلامية بـ اقتحام الكونجرس، الذين اتُهموا بالمشاركة في أعمال شغب الكابيتول وخفف أحكام 14 آخرين.
كما أصدر أوامر تنفيذية تستهدف المتحولين جنسياً حيث أكد ترامب أن سياسة الولايات المتحدة هي الاعتراف بجنسين، ذكر وأنثى فقط فى الوثائق الرسمية، كما وقع أمر بمنع المتحولين جنسيا من الخدمة في الجيش الأمريكي، وإيقاف الذين سمح لهم بايدن بذلك.
وأثارت القرارات ضد المتحولين جنسيا خلافا على الفور حيث دخل ترامب في حرب كلامية مع قسيسة تدعى ماريان بودي، بعد مناشدة الأخيرة للرئيس بـ”الرحمة” تجاه المهاجرين ومثلي الجنس المقرر ترحيلهم بموجب الأوامر التنفيذية التي اقدم عليها ترامب في الساعات الأولى من ولايته الرئاسية الثانية، وتلك التي يعتزم إعلانها، ما دفعه لاتهامها بـ”التطرف”.
وفقا لمجلة بوليتكو، خلال خدمة الصلاة الافتتاحية يوم الثلاثاء في كاتدرائية واشنطن الوطنية ألقت القسيسة اليمينية ماريان بودي عظة ناشدت فيها الرئيس الجديد أن يكون رحيمًا بالأقليات التي اشارت اليهم، قائلة: ” باسم إلهنا، أطلب منك أن ترحم الناس في بلدنا الذين يشعرون بالخوف الآن”، في إشارة إلى الأطفال المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً في الأسر الديمقراطية والجمهورية والمستقلة.
وتابعت: “بعضهم يخافون على حياتهم.. معظم المهاجرين ليسوا مجرمين. إنهم يدفعون الضرائب وهم جيران طيبون”.
ورد ترامب في الساعات الأولى من صباح الأربعاء في منشور على تروث سوشيال واصفًا بودي بأنها “كارهة ترامب يسارية متطرفة وليست جيدة جدًا في عملها وطالب باعتذار وكتب قائلا: “لقد جلبت كنيستها إلى عالم السياسة بطريقة غير مهذبة للغاية. كانت سيئة النبرة، وغير مقنعة أو ذكية.. بصرف النظر عن تصريحاتها غير اللائقة، كانت الخدمة مملة للغاية وغير ملهمة”، الا ان الخيرة صرحت انها لن تقدم اعتذار لانها لم تفعل ما يستدعي ذلك.
إقالة طباخ بايدن ورئيس “الطبخ العالمى”
كما اتخذ ترامب قرارا بإقالة الشيف خوسيه اندريس الذي عزاه بايدن وساهم في رفع معاناه أهل غزة، حيث إعلان عبر تروث سوشيال إقالة عدد من المسئولين الذين يراهم لا يمثلون أجندته “أمريكا أولا” ومنهم أندريس، من المجلس الرئاسي للرياضة واللياقة البدنية والتغذية، قائلا: “مكتب شؤون الموظفين الرئاسيين، يعمل بجد من أجل تحديد وإقالة أكثر من ألف فرد من المعينين الرئاسيين من قبل الإدارة السابقة، والذين لا يتماشون مع رؤيتنا لجعل أمريكا عظيمة مجددا”.
خوسيه اندريس هو مؤسس وورلد سنترال كيتشن (المطبخ المركزي العالمي) ومن ارسل أول سفينة تحمل مساعدات إلى غزة في ابريل العام الماضي منذ عام 2005 بالتعاون مع المجموعة الإسبانية “أوبن آرمز” لجلب نحو 200 طن من الطعام إلى القطاع، وتلقت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” ضربة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل 7 مندوبين إغاثة من مجموعته الخيرية المتواجدة فى القطاع، واتصل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بأندريس ليقدم تعازيه بعد الحادث.
اقرأ أيضاً..
اختفاء بارون ترامب و”قبلة محرجة”.. 4 مواقف تثير جدل في تنصيب رئيس أمريكا
ذهب كاليفورنيا.. اكتشاف تسبب فى انفصال المدينة عن المكسيك وانضمامها لأمريكا
ترامب يلمح لإمكانية محاكمة بايدن.. ويؤكد: ارتكب خطأ بعدم العفو عن نفسه
22 ولاية تقاضى ترامب بسبب حق المواطنة بالولادة.. “ABC” تكشف التفاصيل
نقلا عن اليوم السابع