يعد عالم الطيور واحدا من أكثر العوالم إثارة للدهشة بفضل التنوع البيئي الذي يميز هذا المخلوق ومن بين أبرز الاكتشافات في هذا المجال يأتي طائر “أبو المركوب” أو “حذاء النيل الأبيض”، الذي يعتبر من أغرب الطيور التي أذهلت العلماء وعشاق الطبيعة على حد سواء هذا الطائر ليس فقط فريدا في شكله، بل يمتاز أيضا بسلوكياته وخصائصه الفسيولوجية التي تجعله محط اهتمام واسع.
المواصفات الفريدة لطائر أبو المركوب
طائر أبو المركوب هو طائر ضخم يعيش في المستنقعات الواقعة على طول نهر النيل، بداية من السودان حتى جنوب الكونغو يلفت الأنظار بسبب منقاره الضخم الذي يتجاوز حجمه رأسه بأكثر من الضعف، حيث يصل طوله إلى 23 سم، بينما يبلغ طول الطائر ذاته حوالي 120 سم ووزنه يصل إلى 7 كيلوغرامات جناحاه الممتدان يصل طولهما إلى 2.30 متر، مما يجعله من أكبر الطيور في المنطقة.
أما عن ريشه، فهو يتميز بلون الرمادي المزرق الذي يضيف إليه لمسة من الفخامة والغرابة في آن واحد من ناحية الحجم، يلاحظ أن الذكر أكبر حجما وأكثر كثافة في الريش مقارنة بالأنثى، بالإضافة إلى رقبته القوية وساقيه الطويلتين، مما أكسبه اسم “ذو الحذاء” بين السكان المحليين في السودان.
سلوك طائر أبو المركوب ونظامه الغذائي المذهل
يتمتع طائر أبو المركوب بسلوكيات مدهشة تساعده على التكيف مع بيئته المائية بشكل استثنائي من أبرز هذه السلوكيات هو نظامه الغذائي المتنوع، الذي يشمل تناول الفئران، الزواحف، الضفادع، الأسماك، وحتى التماسيح الصغيرة. يتمتع هذا الطائر بقدرة استثنائية على الانقضاض على فرائسه بدقة مذهلة، حيث يبدأ بتناول السمك مباشرة بعد قطع رأسه.
من الناحية التصنيفية، عانى العلماء في تصنيف هذا الطائر نظرا للتشابه الكبير في بعض خصائصه مع طيور البجع أو القلق أو مالك الحزين، إلا أن خصائصه الفريدة جعلته يصنف كجنس مستقل بذاته.
التكاثر ودورة حياة طائر أبو المركوب
يصل طائر أبو المركوب إلى مرحلة النضج الجنسي بعد ثلاث إلى أربع سنوات من العمر، ويستطيع العيش لمدة قد تصل إلى 35 عاما يعد موسم الجفاف هو الوقت المثالي لهذه الطيور للتزاوج، حيث يقومون ببناء أعشاشهم في المستنقعات بعيدا عن الفيضانات التي قد تهدد حياتهم.