في تطور غير مسبوق، أعلنت جهات بحثية مصرية عن اكتشاف خمسة أنهار جديدة في صعيد مصر، تعد بمثابة مصدر إضافي للمياه، يمكن أن تعمل بشكل موسمي لمدة تصل إلى سبعة أشهر سنويا، وهذا الاكتشاف يمثل تحولاً محوريا في ملف المياه المصري، الذي يلعب دورا كبيرًا في الصراع المائي الدائر مع إثيوبيا حول سد النهضة.
التفاصيل الجغرافية والمائية
الأبحاث التي قادتها فرق مصرية مختصة بالجيولوجيا والهيدرولوجيا كشفت أن هذه الأنهار تمتد في مناطق متنوعة من الصعيد، وتجري في مواسم الفيضان نتيجة لتغيرات مناخية ساعدت في إحياء بعض الممرات المائية الجافة، هذه الأنهار تتغذى من الأمطار الغزيرة والسيول القادمة من الهضاب والمناطق المرتفعة في جنوب مصر وشمال السودان.
أثر الاكتشاف على ملف سد النهضة
- يمثل هذا الاكتشاف ورقة ضغط قوية في مفاوضات مصر مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، إذ يعزز الاكتفاء الذاتي المائي لمصر، ويقلل من اعتمادها الكامل على مياه النيل الأزرق التي تتحكم بها إثيوبيا عبر السد.
- بوجود هذه الأنهار الموسمية، ستكون مصر قادرة على تخفيف الضغط على السد العالي في أسوان، مما يقلل من احتمالية التأثير السلبي لأي قرارات أحادية الجانب من قبل إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
ردود الأفعال الإقليمية
هذا التطور أثار جدلاً واسعا في الأوساط الإقليمية، حيث يعد ضربة لإثيوبيا التي كانت تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من التحكم في مياه النيل، مصر، بهذا الاكتشاف، قد تكتسب قدرة أكبر على المناورة في المفاوضات، خاصة مع المجتمع الدولي الذي قد يرى أن مصر أصبحت أقل عرضة لتأثيرات السد.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية
بالإضافة إلى الأثر السياسي، يمكن أن يساهم الاكتشاف في تنمية الصعيد بشكل كبير، حيث ستستخدم هذه الأنهار لري الأراضي الزراعية الجديدة وزيادة الإنتاجية الزراعية، كما أنها قد تساعد في تخفيف أزمة المياه في القرى النائية التي كانت تعتمد بشكل كامل على المياه الجوفية.
نهاية عصر الضغوط الإثيوبية
مع هذا الاكتشاف، يبدو أن إثيوبيا ستواجه صعوبة أكبر في استخدام سد النهضة كأداة للضغط على مصر، إذ إن هذه الأنهار الجديدة توفر فرصة استراتيجية لمصر لتأمين احتياجاتها المائية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على النيل الأزرق.
بهذا التحول يمكن القول إن مصر قد خطت خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن المائي، وأرسلت رسالة واضحة مفادها أن استراتيجياتها المائية قادرة على مواجهة أي تحديات إقليمية.