“صدمة ضخمة للسعودية”.. اكتشاف ثروة هائلة تساوي فوق 100 مليون دولار هتغير خريطة العالم كله والفلوس هتملى الشوارع.. “هيلعبو بالدولارات لعب”!!

يعد موقع العلا في المملكة العربية السعودية واحداً من أبرز المناطق التي تحمل في طياتها تاريخاً بيئياً وأثرياً مهماً، ويكشف مشروع “الجزيرة العربية الخضراء” عن نتائج جديدة تدعم فرضيات تغير المناخ في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين وهذا المشروع، الذي انطلق قبل عشر سنوات، يهدف إلى دراسة التغيرات المناخية التي مرّت بها شبه الجزيرة العربية خلال عصور ما قبل التاريخ، خاصة في فترة البلايستوسين الأوسط، حيث أظهرت نتائج المسح البيئي والأثري وجود بحيرة عميقة ربما كانت عذبة المياه، بالإضافة إلى معالم بيئية قديمة، ما يفتح أبواباً جديدة لفهم استيطان الإنسان في تلك الحقبة الزمنية.

دليل بيئي على تغير المناخ في الجزيرة العربية

تؤكد الأدلة المستخلصة من مسوحات مشروع “الجزيرة العربية الخضراء” على أن الجزيرة العربية شهدت تغيّرات مناخية ملحوظة خلال العصر البلايستوسيني. كانت الأجواء في هذه الحقبة أكثر رطوبة، ما ساعد على انتشار الإنسان وحيواناته في المنطقة. وجاء هذا التغيير المناخي ليؤثر على الأنماط البيئية، مما جعل المنطقة أكثر ملاءمة للحياة البشرية. هذه التغييرات ارتبطت بشكل وثيق بالموارد المائية في الجزيرة العربية، حيث كانت مياه الأنهار والبحيرات تشكل مصدر حياة رئيسي للإنسان في العصر الحجري الأوسط، مما دفع الجماعات البشرية في تلك الفترة إلى الاعتماد على مصادر المياه بشكل أكبر من أي وقت مضى.

موقع النسيم: كشف أثري مهم

يمثل موقع النسيم أحد أقدم المواقع الأشولية في المملكة. فقد أظهرت الاكتشافات الأثرية في هذا الموقع وجود أدوات حجرية تعود إلى العصر البلايستوسيني الأوسط، ما يوضح تكرار عودة الإنسان إلى الجزيرة العربية في فترات متعددة. يحتوي الموقع على حوض عميق تحيط به رواسب قديمة تحتوي على مواد أثرية من العصر الحجري الأسفل، حيث تم جمع نحو 354 قطعة فأس حجري ورقائق حجرية متنوعة. من خلال الدراسات البيئية التي ربطت هذه الأدوات بالحوض العميق، يظهر أن الإنسان قد استقر في تلك المنطقة بفضل توفر المياه العذبة التي ساعدت في تنقلاتهم اليومية، مما يعزز فكرة وجود بحيرة جافة كبيرة في تلك المنطقة كانت تشكل مصدراً حيوياً للبشر والحيوانات.

دور المياه العذبة في انتشار الإنسان

تُظهر الدراسات التي أجريت على موقع النسيم أن الأدوات الحجرية المكتشفة هناك تتشابه مع تلك التي وجدت في مناطق أخرى، مثل صحراء النفود. تشير النتائج إلى أن المياه العذبة في تلك الفترات كانت العامل الرئيس وراء تنقل الإنسان في الجزيرة العربية. من خلال المسوحات الموسعة في صحراء النفود، تم اكتشاف أن مادة الكوارتزيت المحلي كانت تستخدم لصنع الأدوات الحجرية، مما يدل على تطور المهارات التقنية للبشر في ذلك الوقت. ويتزامن هذا الاكتشاف مع مرحلة الذوبان الجليدي في النظير البحري التاسع، وهو ما يوضح ارتباط تلك الفترة بتكوين بحيرات جديدة في المنطقة.

الحيوانات والبيئة في فترة البلايستوسين

يشير التنوع الكبير في الثدييات التي كانت تعيش في تلك الفترات إلى وجود بيئة غنية بالحياة البرية، حيث كانت البحيرات التي تكونت في منطقة النفود مصدرًا رئيسيًا للموارد الحيوانية. فالحيوانات الكبيرة والصغيرة التي انتشرت حول هذه البحيرات قدمت مصادر غذاء هامة للإنسان في فترات الرطوبة، مما يعزز قدرة البشر على البقاء والتكيف في بيئات مختلفة.