يُعتبر السفر بالطائرة من أكثر وسائل النقل شيوعًا حول العالم، ومع ذلك، يحمل في طياته العديد من التفاصيل التي قد لا يلاحظها الركاب ومن بين هذه التفاصيل التي أثارت فضول البعض في الآونة الأخيرة، هي الطريقة التي يجلس بها بعض أفراد طاقم الطائرة، وخاصة المضيفات والمضيفين السعوديين، إذ لوحظ أنهم يميلون إلى إخفاء أيديهم تحت فخذهم أثناء الجلوس.
العادات الاجتماعية والثقافية في المملكة
من المعروف أن المملكة العربية السعودية تتمتع بثقافة غنية تمتد إلى قرون طويلة، وتتسم بطابع تقليدي محافظ إلى حد بعيد. تحترم هذه الثقافة القيم العائلية، كما تولي اهتمامًا كبيرًا للأداب العامة وحقوق الآخرين. وعلى الرغم من أن السعودية شهدت تطورات كبيرة في مجالات متعددة، إلا أن هناك العديد من العادات والتقاليد التي ما زالت تُحترم وتُتبع.
إحدى هذه العادات تتعلق بالتعامل مع الجسد في الأماكن العامة، حيث يُتوقع من الأفراد أن يتصرفوا بحذر ودقة في الأمور المتعلقة بالتصرفات الجسدية. يتضمن ذلك كيفية الجلوس والتحركات أمام الآخرين، خصوصًا في البيئات المهنية مثل الطائرات.
ماذا تقول المضيفة السعودية عن إخفاء الأيدي؟
في مقابلة حصرية، تحدثت إحدى المضيفات السعوديات التي تعمل في إحدى شركات الطيران الكبرى في المملكة عن هذا السلوك. وأوضحت أن إخفاء اليدين تحت الفخذ أثناء الجلوس هو سلوك متبع لعدة أسباب ثقافية، أبرزها احترام الذات والحفاظ على اللياقة الشخصية. وتضيف أن هذه الحركة تعتبر نوعًا من التحفظ، وتساهم في تجنب أي مظهر قد يُفسر بشكل غير لائق أو غير مهذب أمام الركاب.
وأوضحت المضيفة أن هذا التصرف لا يرتبط فقط بالحفاظ على المظهر، بل هو أيضًا جزء من تعلم فنون التعامل مع الآخرين في مهنة الطيران، التي تتطلب احترافية عالية وتقديرًا لكافة الركاب، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الجنسية.
السبب النفسي والعاطفي وراء هذه الحركة
من الناحية النفسية، تقول بعض الدراسات أن إخفاء اليدين يمكن أن يكون بمثابة وسيلة للحد من التوتر. فالمضيفة قد تواجه مواقف كثيرة قد تكون غير مريحة، مثل التعامل مع الركاب الذين قد يكونون قلقين أو غير راضين عن الخدمة. وفي مثل هذه المواقف، يمكن أن تشعر المضيفة بأنها بحاجة إلى إخفاء يديها لضبط مشاعرها أو إظهار الحذر، وبالتالي تُظهر مشاعر أكبر من المهنية والأدب.
الحركة كجزء من التدريب المهني
تتمتع طواقم الطائرات بتدريبات مكثفة تشمل مختلف جوانب العمل، بدءًا من الإجراءات الأمنية وصولًا إلى فنون التعامل مع الركاب. تُعتبر إخفاء الأيدي تحت الفخذ جزءًا من تدريب الطاقم على الاحتفاظ بمظهر محترف وأنيق أثناء الجلوس في مقاعد الطائرة. هذه الحركة يمكن أن تساهم في تجنب مظهر غير مهذب قد يكون غير مناسب أمام الركاب الذين قد لا يدركون السياق الثقافي الذي يحيط بهذه العادة.