تعد ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي المباركة التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم، حيث تمثل ذكرى الرحلة المعجزة التي أكرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لتثبيت قلبه ورفع مكانته، وقد وقعت هذه الرحلة المباركة في ليلة واحدة، انتقل فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى، قبل أن يعود إلى مكة في نفس الليلة.
بداية ليلة الإسراء والمعراج
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن ليلة الإسراء والمعراج لهذا العام تبدأ مع غروب شمس يوم الأحد 27 من شهر رجب. وتشهد هذه الليلة اهتمامًا واسعًا من المسلمين، الذين يتساءلون عن أفضل الأعمال المستحبة فيها لاستغلال هذه المناسبة الروحانية في تعزيز علاقتهم بالله.
وأوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن معجزة الإسراء والمعراج تحمل دروسًا عميقة، منها أهمية الثقة بالله بعد كل محنة، والعمل بجد في مواجهة الأزمات. كما أشار إلى أن هذه الليلة فرصة ذهبية للعبادة والطاعة، ومن أهم الأعمال المستحبة فيها:
- الإكثار من الذكر وقراءة القرآن الكريم: فهي فرصة للتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واستحضار المعاني العظيمة التي تحملها هذه الرحلة.
- أداء ركعتين من قيام الليل: حيث تمثل الصلاة في هذه الليلة رحلة معراج للقلب والروح، تُقرِّب العبد من ربه.
- الصيام في نهار هذه الليلة: فهو وسيلة للتقرب إلى الله وتنقية النفس.
- إعداد الطعام وتقديمه للفقراء والمحتاجين: من الأعمال الصالحة التي تجلب الأجر والثواب، وتعكس روح التكافل الاجتماعي في الإسلام.
- الدعاء والاستغفار: فهذه الليلة فرصة سانحة للدعاء بما يُرضي الله وطلب المغفرة والرحمة.
- صلة الرحم: من المستحب زيارة الأهل والأقارب أو التواصل معهم في هذه الليلة.
الرد على المشككين في الإسراء والمعراج
رغم المكانة العظيمة لهذه المناسبة، تظهر أحيانًا تساؤلات وجدليات حول مدى وقوعها أو شرعية الاحتفاء بها، وفي هذا الصدد، أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الإسراء والمعراج معجزة ربانية أكّدها القرآن الكريم والسنة النبوية، مستشهدًا بقوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الإسراء: 1).
وأشار الدكتور عياد إلى أن محاولات التشكيك في هذه المعجزة إما نابعة من جهل بحقائق الدين أو تنصل من التعاليم الإسلامية، مضيفًا بأن هذه الليلة لا تقتصر على تكريم النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت فرصة عظيمة للأمة الإسلامية، حيث فُرضت الصلاة، التي تمثل الرحلة الروحية اليومية لكل مسلم.