في واقعة أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، هرب طفلان صغيران من منزل أسرتيهما في قرية العجايزة التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، تاركين وراءهما رسالة مؤثرة لوالدتهما، وذلك في حدث لم يكن يتوقعه أحد. الطفلان عبدالله خالد محمد عبد العزيز، وعمار أحمد محمد عبد العزيز، اللذان لم يتجاوز عمر كل منهما 11 عامًا، كانا قد قررا الهروب معًا من المنزل، في خطوة غير تقليدية جعلت هذه الحكاية تتصدر وسائل الإعلام المحلية، وتثير موجة من التعاطف والحيرة بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.
الرسالة المؤثرة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي
ترك الطفل عبدالله رسالة بخط يده على مكتب في المنزل، رسالة كانت بمثابة مفتاح لفهم ما حدث. “ماما متقلقيش علينا أنا وعمار طفشت من البيت، ومتدوريش علينا إحنا مش في البلد، ومتقلقوش إحنا واخدين حصالة عمار نصرف منها لحد ما نلاقي شغل، وعرفي أم عمار”. تلك الكلمات التي كان يعتصرها الألم والحيرة، أثارت مشاعر الدهشة والأسى في قلوب الآلاف ممن قرأوا الرسالة. من الواضح أن عبدالله كان يحاول تهدئة والدته وتطمينها، وهو ما جعل الرسالة تتسم بالبراءة والصدق في آن واحد.
ولم تكن الرسالة مجرد كلمات تقليدية، بل كانت دعوة للطمأنينة والسكينة، في وقت كان فيه الطفلان يعبران عن رغبتهم في الخروج من دائرة الحياة اليومية التي ربما لم تكن ترضيهم. ورغم أن الكلمات كانت مليئة بالعفوية، فإن الإحساس بالمسؤولية في تصرف عبدالله كان واضحًا في وعده بأن الأموال التي بحوزتهم ستكون كافية للإنفاق حتى يجدوا وسيلة لكسب الرزق.
ردود الأفعال والتفاعل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي
في غضون ساعات قليلة من نشر تفاصيل الحادثة، كانت مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالتعليقات والمشاركات التي تتراوح بين الدهشة والقلق. العديد من الأشخاص أبدوا تعاطفهم مع الطفلين، داعين الله أن يعودا إلى أسرتهما سالمين. وكتب العديد من المستخدمين كلمات دعم ومواساة لوالدتي الطفلين، مشيرين إلى ضرورة استجابة الأهل لحاجات الأبناء العاطفية والفكرية لتفادي الوقوع في مثل هذه المواقف.
وانتشر الخبر بسرعة على منصات مثل “فيسبوك” و”تويتر”، حيث نشر الأهالي في القرية رسائل يطالبون فيها بعودة الطفلين، فيما تناقل الصحفيون الخبر عبر تغريدات وتعليقات تشير إلى المواقف الإنسانية والدرامية التي يمر بها الأطفال.
التحقيق في الحادثة
في غضون ساعات قليلة من انتشار الخبر، بدأت قوات الأمن والجهات المعنية في البحث عن الطفلين في كل مكان، سواء داخل القرية أو خارجها، في محاولة للعثور عليهما بأسرع وقت ممكن. وفي النهاية، وبعد ساعات من البحث المستمر، تمكنت الأجهزة الأمنية من العثور على الطفلين في حالة جيدة، وعادت الطمأنينة إلى أسرتيهما بعدما كانا قد ابتعدا عن المنزل بمسافة كبيرة.
يذكر أن الطفلين كانا قد اختفيا من المنزل بدون علم أي من أفراد أسرتهما، ورغم أنهما أخذا معهما بعض المال من حصالة عمار، إلا أنهما لم يكونا يحملان أي تجهيزات للمغادرة، ما جعل هذه الخطوة تبدو غير مدروسة، لكنها تظهر في النهاية رغبة الأطفال في الهروب من الواقع اليومي والبحث عن حياة جديدة بعيدًا عن قيود الأسرة.